السبت 24 ربيع الآخر 1447هـ 18 أكتوبر 2025
موقع كلمة الإخباري
دراسة طبية: يمكن أن تكون نحيفاً وتعاني من دهون حشوية
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 10 / 18
0

كشفت دراسة علمية حديثة أن الأشخاص الذين يبدون أصحاء ظاهرياً قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بسبب دهون “مختبئة” في أجسامهم، مما يشكل تحدياً كبيراً للمفاهيم الطبية التقليدية حول علاقة الوزن بصحة القلب.

وتوصل باحثون في جامعة ماكماستر الكندية، في دراسة نُشرت نتائجها في مجلة “ميديسين كومينيكيشن”، إلى أن الدهون الحشوية المتراكمة في أعماق البطن والكبد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتضرر الشرايين، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بمظهر صحي.

يقول راسل دي سوزا، المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة والأستاذ المشارك في قسم أساليب البحث الصحي والأدلة والتأثير في جامعة ماكماستر: “تُظهر هذه الدراسة أنه حتى بعد مراعاة عوامل الخطر القلبية الوعائية التقليدية، مثل الكوليسترول وضغط الدم، لا تزال الدهون الحشوية والكبدية تُسهم في تلف الشرايين”.

ويضيف دي سوزا: “تُمثل هذه النتائج جرس إنذار للأطباء والجمهور على حد سواء”.

وباستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المتطورة وبيانات أكثر من 33 ألف بالغ في كندا والمملكة المتحدة، توصل الباحثون إلى أن الدهون الحشوية والكبدية ترتبط بشكل كبير بتضخم وانسداد الشرايين السباتية في الرقبة، التي تغذي الدماغ والوجه بالدم، مما يشكل مؤشراً رئيسياً للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

ووجد الباحثون أن الدهون الحشوية ارتبطت باستمرار بتراكم اللويحات السباتية (ترسبات دهنية تتراكم في الشرايين السباتية) وزيادة سماكة جدار الشريان، بينما أظهرت دهون الكبد ارتباطاً أضعف، وإن كان ذا دلالة إحصائية، مع استمرار هذه الارتباطات حتى بعد تعديل عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة والعوامل الأيضية.

وتقول سونيا أناند، المؤلفة المراسلة للدراسة واختصاصية طب الأوعية الدموية: “لا يمكنك دائماً معرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بدهون حشوية أم كبدية بمجرد النظر إلى جسمه”.

وتضيف: “هذا النوع من الدهون نشط أيضيّاً وخطير؛ فهو مرتبط بالالتهابات وتلف الشرايين حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة الوزن بشكل واضح. لهذا السبب، من المهم جداً إعادة النظر في كيفية تقييمنا للسمنة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وتسلط هذه النتائج الضوء على قصور الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمقياس وحيد لتقييم مخاطر السمنة، مما يستدعي إعادة النظر في الطرق التي يقيّم بها الأطباء صحة المرضى، والنظر بجدية أكبر إلى توزيع الدهون في الجسم بدلاً من الاكتفاء بمقاييس الوزن الظاهرية.

المحرر: حسين صباح​​​​​​​​​​​​​​​​



التعليقات