السؤال : ما معنى الإمامة وهل الإمامة جعل إلهي ؟
الجواب :
الإمامة هي الولاية بمعنى كون الإمام عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ولا بدّ أن يكون هذا المنصب بجعل إلهي ، ولا يمكن أن يتحقّق بإجماع أو شورى أو نحو ذلك.
ويدلّ على ذلك قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : ۱۲٤ ].
وليس المراد من الإمامة في الآية الشريفة النبوّة والرسالة ، لأنّ الله تعالى أعطى هذا المنصب لإبراهيم بعد كونه نبيّاً ورسولاً وفي شيخوخيته ، حيث انّ الله تعالى أوحى إليه ان اذبح ولدك إسماعيل فابتلاه وامتحنه بذبح ولده ، ولما اقدم ابراهيم على ذبح ولده وخرج من هذا الابتلاء والامتحان ناجحاً وموفّقاً أعطاه الله مقام الإمامة والولاية العامّة.
قال الله تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [ القصص : ٦۸ ].
وفي الكافي عن الرضا عليه السلام في حديث فضل الإمام وصفته ، قال : هل تعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الأمّة فيجوز فيها اختيارهم ؟ ـ إلى أن قال : ـ لقد راموا صعباً وقالوا افكا وضلّوا ضلالاً بعيداً ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله الى اختيارهم والقرآن يناديهم وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عمّا يشركون وقال عزّ وجلّ : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ. [ تفسير الصافي / المجلّد : ٤ / الصفحة : ۱۰۰ ]