حافظت بغداد حتى هذه اللحظة على إرسال رسائلها الخاصة إلى الحكومة السورية الجديدة والعالم، مؤكّدة أنها تهتم بأمن واستقرار سوريا، كما شددت في رسالتها الأخيرة مع واشنطن على دعم خيارات الشعب السوري في المرحلة الجديدة.
وخلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية فؤاد حسين مع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية جون باس، اليوم الثلاثاء، أكد حسين على موقف العراق الداعم للشعب السوري، كما ناقش معه الأوضاع والتوترات في المنطقة.
وقال حسين في بيان صدر عن مكتبه وتلقاه (كلمة) الإخباري: إن "العراق يهتم كثيراً بأمن واستقرار سوريا".
كما شدد على "دعم خيارات الشعب السوري وسعيه نحو بناء سوريا مستقرة ومزدهرة، تضمن مشاركة جميع مكوناتها في إدارة شؤون البلاد".
وأشار أيضاً إلى "حرص العراق على التشاور مع الأصدقاء في واشنطن حول المرحلة الحالية والمستقبل السوري، بهدف إقامة علاقة إيجابية بين الشعبين العراقي والسوري".
ووفقاً للبيان اتفق الجانبان "على أهمية استمرار التشاور وتبادل الرؤى؛ لتقديم مبادرات فعالة تخدم المصالح المشتركة، وتعزّز الاستقرار في المنطقة".
كما حمل اللقاء رسائل أخرى أرسلها حسين إلى العالم عبر واشنطن، حين ذكر "بتضحيات العراقيين أمام العصابات الإرهابية وإعلان النصر على داعش".
أما رسائل بغداد التي أكدت على ضمان وحدة الأراضي السورية والحفاظ على سيادة هذا البلد، فقد وصلت عن طريق قطر هذه المرّة، وذلك خلال المباحثات الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وأمير قطر تميم آل ثاني.
وفي بيان صدر عن المكتب الإعلامي للسوداني وورد إلى (كلمة)، فإن الأخير "أجرى مباحثات هاتفية مع أمير دولة قطر، تركّزت على متابعة التطورات على الساحة السورية وتداعيات الأوضاع في المنطقة".
وأوضح البيان أن الاتصال "شهد توافقاً مشتركاً في الرؤى بما يتعلق باحترام الإرادة الحرة للسوريين بتنوعهم الإثني والديني والثقافي والاجتماعي، ودعم كل ما يعزّز الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة".
وعلى صعيد متصل، أكد نائب قائد العمليات المشتركة العراقي الفريق أول الركن قيس المحمداوي، موقف العراق الثابت الداعم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، وألا يكون الإرهاب جزءاً من أية حالة سياسية أو تشكيل جديد هناك.
وقال المحمداوي في تصريح للوكالة الرسمية تابعه (كلمة): إن "العراق استعدّ مبكراً وبأسبقية عالية لتعزيز حماية حدوده مع سوريا والتحسب لكل التحديات وإعطاء أسبقية لتأمينها وكذلك تعزيز الأمن الداخلي وتهيئة الاحتياطات"، مؤكداً أن "موقف العراق الثابت والداعم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها واحترام جميع مكوناتها، وأن لا يكون الإرهاب والمجاميع الإرهابية جزءاً من حالة سياسية أو تشكيل جديد أو أي عنوان".
حماية الأقليات الدينية
وإلى جانب دعم سوريا في مرحلتها القادمة، فإن ما يهم العراق بحسب مراقبين تحدثوا لـ (كلمة) هو "ضمان حماية الأقليات الدينية وخصوصاً أتباع المكوّن الشيعي من قبل الحكومة السورية الجديدة".
وذكروا بأنّ "العراق يهتم كثيراً في رعاية هذا الجانب، وليس في سوريا وحدها وإنما في كل دولة يتواجد فيها الشيعة".
وحتى مع التطمينات التي صدرت عن الحكومة الانتقالية وجناحها المسلّح المتمثل بـ (هيئة تحرير الشام) بما يخصّ وضع الشيعة في البلاد، فإنّ العراق بحسب المراقبين "سيبقى حريصاً على دعم هذا الملف والتوصّل إلى اتفاقات مع الحكومة الجديدة تضمنُ رعاية حقوق المكون الشيعي ولا تتعدى على مقدساته".