كشفت دراسة طبية حديثة أن الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة، المعروفة باسم محفزات مستقبلات GLP-1 مثل أوزمبيك ومونجارو، قد تساهم في رفع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال بنسبة تصل إلى 24% خلال فترة علاج تمتد إلى 18 شهراً.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من مستشفى جامعة سانت لويس وعُرضت نتائجها في مؤتمر ENDO 2025 بسان فرانسيسكو، أن الرجال الذين يعانون من السمنة أو داء السكري من النوع الثاني شهدوا تحسناً ملحوظاً في مستويات هرمون الذكورة بعد استخدام هذه الأدوية.
وشملت الدراسة تحليل السجلات الطبية لـ 110 رجال بالغين تلقوا علاجاً منتظماً بأحد أدوية GLP-1 على مدى عام ونصف، دون أي علاج هرموني سابق أو متزامن بالتستوستيرون. وتضمنت الأدوية المستخدمة سيماغلوتايد (أوزمبيك أو ويغوفي)، ودولاغلوتايد (تروليسيتي)، وتيرزيباتيد (مونجارو أو زيباوند).
وقالت الدكتورة شيلسي بورتيو كاناليس، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "من المعروف أن فقدان الوزن من خلال تغييرات في نمط الحياة أو جراحة السمنة يمكن أن يزيد من مستويات التستوستيرون. ولكن هذه من أوائل الدراسات التي تظهر أن الأدوية الموصوفة لعلاج السمنة قد تساهم أيضا في عكس هذا الانخفاض".
ووفقاً للنتائج، فقد المشاركون في المتوسط 10% من وزنهم، وارتفعت نسبة الرجال الذين يمتلكون مستويات طبيعية من التستوستيرون الكلي والحر من 53% إلى 77%. وبقيت هذه النتائج ذات دلالة إحصائية حتى بعد احتساب عوامل مثل السن والنشاط البدني والمشاكل الصحية الأخرى.
ويعد التستوستيرون هرموناً أساسياً في جسم الرجل، حيث يلعب دوراً مهماً في الوظائف الجنسية ونمو العضلات وكثافة العظام وإنتاج خلايا الدم الحمراء وتنظيم توزيع الدهون. وغالباً ما تنخفض مستوياته لدى الرجال المصابين بالسمنة أو داء السكري من النوع الثاني.
ورغم أن الآلية البيولوجية الدقيقة لارتفاع التستوستيرون لم تُحدد بعد، تشير الأبحاث السابقة إلى أن فقدان الدهون يقلل من تحويل التستوستيرون إلى الإستروجين، ويحسن حساسية الجسم للأنسولين ويخفف الالتهابات، مما قد يساعد على استعادة التوازن الهرموني.
وأكد الباحثون أن الدراسة تشير إلى ارتباط قوي بين استخدام أدوية GLP-1 وارتفاع مستويات التستوستيرون، لكنها لا تثبت علاقة سببية مباشرة، مشددين على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن مستويات التستوستيرون الطبيعية تتراوح بين 300 و1000 نانوغرام/ديسيلتر، وتبدأ بالانخفاض تدريجياً بدءاً من أواخر الثلاثينيات من العمر، وقد تنخفض بنسبة تصل إلى 35% بحلول سن الخامسة والسبعين، وفقاً للدراسة.
وعلى عكس العلاج الهرموني التقليدي بالتستوستيرون، الذي قد يسبب آثاراً جانبية مثل تفاقم انقطاع النفس النومي وتضخم البروستات وانخفاض الخصوبة وزيادة خطر الإصابة بالجلطات، تشير النتائج الأولية إلى أن أدوية GLP-1 قد توفر وسيلة أكثر أماناً لتحسين مستويات هرمون الذكورة لدى الرجال المصابين بالسمنة.
المحرر: حسين صباح