حذر باحثون من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة من أن الأنظمة الغذائية التي تركز على تقييد السعرات الحرارية أو الكربوهيدرات أو الدهون يمكن أن تتسبب في فقدان العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، داعين إلى تبني استراتيجيات أكثر توازناً للتغذية الصحية.
وقالت أليسون براون، باحثة التغذية في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، في تصريحات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "الطريقة الأفضل للحفاظ على عادات الأكل الصحية هي التركيز على الأطعمة التي لا تغذي فحسب، بل تجلب الشعور بالسعادة أيضاً".
وأظهرت دراسة حديثة شملت نحو 50 ألف امرأة أن المشاركات اللواتي تناولن المزيد من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات كن أكثر عرضة للتقدم في العمر بطريقة صحية مقارنة بمن تناولن كميات أقل من هذه الأطعمة.
وأوضحت براون أن الأطعمة المصنعة "ليست كلها غير صحية، لكنها غالباً ما تكون خالية من العناصر الغذائية المفيدة مثل الألياف وبعض الفيتامينات والمعادن"، مشيرة إلى أن الأفضل هو تناول أطعمة "قريبة قدر الإمكان من طريقة وجودها في الطبيعة".
وعلى عكس النصائح السائدة في ثمانينيات القرن الماضي، أكدت أليس ليشتنشتاين، أستاذة علوم التغذية والسياسة الغذائية في جامعة تافتس، أن "الدهون ليست كلها سيئة"، موضحة أن تناول المزيد من الدهون غير المشبعة، الموجودة في أطعمة مثل المكسرات والأفوكادو والأسماك وزيت الزيتون، يمكن أن يؤدي إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
وتشير البيانات الحكومية الأمريكية الحديثة إلى أن المستهلكين ينفقون حصة أكبر من دخلهم على وجبات الطعام خارج المنزل مقارنة بما ينفقونه على البقالة للطهي المنزلي، في حين أكدت كانديس شرايبر، اختصاصية التغذية السريرية في جامعة ولاية أوهايو، أن "الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين يعدون المزيد من الوجبات في المنزل هم الأكثر التزاماً بنظام غذائي صحي واستهلاك سعرات حرارية أقل".
وأجمع الخبراء على ضرورة الحد من السعرات الحرارية اليومية الناتجة عن السكريات المضافة إلى ما لا يزيد عن 10% من إجمالي السعرات، مع تشديد جمعية القلب الأمريكية على حد أكثر صرامة لا يتجاوز 25 غراماً يومياً للنساء و36 غراماً للرجال.
المحرر: حسين صباح