أكد خبراء في الطب والصحة العامة أن اتباع استراتيجيات محددة للتحكم في التعرق المفرط أصبح ضرورة صحية مع ارتفاع درجات الحرارة القياسية التي تشهدها العديد من المناطق حول العالم هذا الصيف، مشيرين إلى أن الإجراءات الوقائية البسيطة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في الراحة اليومية.
ويشدد الأطباء على أهمية الترطيب المستمر، حيث أوضحت الدراسات الطبية أن شرب كميات كافية من الماء يساعد على تنظيم حرارة الجسم ويقلل الحاجة إلى التعرق المفرط، بعكس حالات الجفاف التي تجبر الجسم على العمل بجهد مضاعف للحفاظ على برودته.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن النظام الغذائي يلعب دوراً محورياً في التحكم بالتعرق، حيث ينصح الخبراء بتجنب الأطعمة الدهنية والحارة التي ترفع حرارة الجسم الداخلية، مع التركيز على تناول الفواكه والخضروات والزبادي البارد كبدائل مثالية خلال فترات الحر الشديد.
وفيما يتعلق باستخدام مزيلات العرق، أكد أخصائيو الأمراض الجلدية أن التوقيت الأمثل لاستخدام مضادات التعرق هو قبل النوم على بشرة نظيفة وجافة، ما يضمن فعالية المنتج في سد القنوات العرقية لفترة أطول.
ويربط العلماء بين اضطرابات النوم وزيادة التعرق، موضحين أن قلة النوم تؤدي لاضطراب درجة حرارة الجسم وتفاقم التعرق الليلي، ما يستدعي الاهتمام بروتين نوم منتظم ومريح للتخفيف من هذه الأعراض.
كما يلعب التوتر دوراً كبيراً في تحفيز التعرق، خاصة في اليدين والقدمين، حيث تبين أن ممارسة تمارين التنفس العميق تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل الاستجابة التعرقية للضغط النفسي.
ويوصي المختصون باختيار الملابس القطنية والفضفاضة ذات الألوان الفاتحة التي تتيح تهوية أفضل للجسم، وتقلل من حبس الحرارة والرطوبة، فضلاً عن الإقلاع عن التدخين الذي يزيد من حرارة الجسم ويحفز الغدد العرقية.
وفي مجال العلاجات المنزلية، أشارت دراسات حديثة إلى فعالية خل التفاح في تقليل التعرق عند استخدامه موضعياً على المناطق المتعرقة قبل النوم، بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات.
وللحالات الشديدة من فرط التعرق، يلجأ الأطباء إلى علاج البوتوكس كخيار فعال، حيث يعمل على تعطيل الإشارات العصبية المؤدية للغدد العرقية، مع استمرار تأثيره لعدة أشهر، وفقاً للجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية.
المحرر: حسين صباح