اعتبرَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن تل أبيب حققت من الحرب في لبنان ما كانت تريد تحقيقه.
وقال نتنياهو في تصريحات جديدة، تابعها (كلمة) الإخباري: "سنستغل وقف إطلاق النار؛ من أجل التسلّح وتصنيع السلاح بشكل واسع"، مضيفاً أن "إسرائيل ستحصل على سلاح جرى تجميد إرساله من قبل الولايات المتحدة".
وأضاف بأن "إسرائيل حقّقت من الحرب في لبنان ما كانت تريد تحقيقه منذ سنوات عديدة".
وعلى مستوى النصر العسكري الذي زعم رئيس الوزراء تحقيقه على حزب الله، أكد مراقبونَ فضلاً عن المعطيات الأخيرة التي أفرزها الحرب أنّ "إسرائيل لم تحقق أي نصر عسكري، بل جعلت الولايات المتحدة وفرنسا تتوسطان؛ في سيبل إعلان المفاوضات مع لبنان".
لذا قال المراقبون وبعض وسائل الإعلام: إنهم "لم يفهموا ماذا عنى الرئيس الإسرائيلي بتحقيق ما كانوا يريدون تحقيق".
إلا أنّ تصريحاً لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء هرتيس هليفي لشبكة (y net) ترجمه (كلمة) الإخباري، قد يعتبر الإجابة الأوضح لتصريحات نتنياهو ولغزه المحيّر.
وقدّم هيلفي، اليوم الخميس، تقييماً للحرب مع حزب الله، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، وصرّح بأن "الإنجازات التي حققتها إسرائيل وكانت تسعى لها منذ زمن هو اغتيال القيادات العليا في حزب الله" وهو ما حصل فعلاً باغتيال الأمين السابق السيد حسن نصر الله، ومن ثم خليفته السيد هاشم صفي الدين.
وبالمقارنة مع بيان حزب الله الصادر يوم أمس، فإنّه قد كشف عن القدرة العسكرية التي يمتلكها، وخصوصاً أسلحته التي تطوّرت خلال السنوات الماضية، وصارت تصل إلى عمق "تل أبيب".
وكان الحزب قد أكّد في وقت سابق على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم: إنّ "العدو الإسرائيلي فشل بتحقيق أهدافه" في إشارة إلى عدم قدرته على التوغّل أكثر إلى الأراضي اللبنانية.
كما كانت كلمة الشيخ قاسم ما قبل الهدنة صادمة لإسرائيل حيث حذّرها من أن "أي استهداف إسرائيلي طالب بيروت، فإنه سيكون في مقابلة استهداف لتل أبيب"، وهو ما غيّر بحسب المراقبين من "خطط إسرائيل وتفكيرها، بعد خسارتها".
كما لم يحصل ذلك، حتى وقّعت إسرائيل على الاتفاق بتدخل ووساطة من أمريكا وفرنسا.
كما يرى المراقبون أنّ "إسرائيل كانت تلوذ بأمريكا كلما اقترب الخطر منها، ولكن حتى هذا الحصن الأمريكي بدا أمام حزب الله أوهن من بيت العنكبوت".
ويزيد المراقبون بأنّ "كل تصريحات المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين حول قوتهم التي لا تقهر وجيشهم الأسطوري تزعزع أمام بطولات حزب الله وعقيدته الدينية"، مضيفين بأن مثل هذا الجيش الأسطوري "يتحقق في أفلام هوليود وليس على أرض الواقع".
فيما قال آخرون: إن "حزب الله كشف من خلال بيانه الأخير، أنّ النصر بالنسبة له - رغم خسارة قياداته ـ يتمثل في الثبات على الموقف، والجاهزية الدائمة لصدّ أي عدوانٍ محتمل على بلاده".
ولفتوا إلى أن "عقيدة الحزب قائمة على رسم طريق واحدٍ لم يتغير على مدى السنوات الماضية، وسواء أكان القائد نصر الله أو نعيم قاسم أو غيرهما من القيادات.. فإنّ نهج المقاومة والدفاع عن المظلومين والمقهورين، سيبقى يؤطّر عقيدة هذا الحزب مهما كانت الظروف والتحديات".
وعودةً على تصريحات هيلفي الأخيرة حول قتل القيادات العليا في حزب الله، قال المحلل السياسي رشيد عاصم لـ (كلمة): إنّ "الحرب انتهت بشهيدٍ وهو نصر الله، وقاتل مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية وهو نتنياهو".
وأضاف، "هذا ما يكن أن نفهمه ونعرّف الأجيال القادمة به"، متسائلاً: "عن أي نصر يتحدّث الإسرائيليون؟".