تتجّه حكومة تل أبيب إلى اتخاذ قرارات، وربما ستكون صارمةً، بشأن بعض قادة جيشها، وذلك في غضون أسبوعين؛ بعد ظهور نتائج التحقيق الإسرائيلي بشأن معركة "طوفان الأقصى" التي خاضتها حركة حماس في (27 تشرين الأول 2023).
وتوصلت لجنة تحقيق شكّلها الجيش الإسرائيلي إلى استنتاجات "صادمة إلى حدٍ ما" بشأن الإخفاق في مواجهة هجوم حركة حماس الفلسطينية على مناطق في غلاف غزّة.
ووفقاً لما أفادته وسائل الإعلام الإسرائيلية وتابعه (كلمة) الإخباري، فإنّ من أبرز تلك الاستنتاجات أن "قيادة الجيش الإسرائيلي في الجنوب كان لديها مفهوم خاطئ بشأن إمكانات الدفاع" وهو ما قاد طبعاً "لاستجابة غير مناسبة للتهديدات" حسب قولها.
كما توصلت لجنة التحقيق إلى أن من أسباب الإخفاق "ثقة المنظومة العسكرية بأن الجدار الأمني على حدود قطاع غزة لا يمكن اقتحامه، وبأن الاستخبارات ستحذر مسبقاً من أي هجوم غير عادي تخطط له المقاومة الفلسطينية".
وجاء في الاستنتاجات أيضا أن "القيادة العسكرية الإسرائيلية في الجنوب قدرت أن خطة حركة حماس غير منطقية ولم تتحرك رغم تحذيرات مسبقة".
كما ذهبت إلى أن "القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي اعتقدت أن خطة تم الاطلاع عليها قبل الهجوم وتحمل اسم (جدار أريحا) تعتبر سيناريو مستحيل التحقق، واعتبروا الوثيقة لاغية، وبناء على ذلك لم تتخذ الإجراءات المناسبة".
و"جدار أريحا" هي وثيقة تم تقديمها إلى رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، أهارون هاليفا، الذي استقال في (أبريل 2024) وتناولت بالتفصيل خطط حركة حماس للهجوم على غلاف غزة.
وتضيف لجنة التحقيق بأن "كبار المسؤولين أوصوا بعدم التركيز عليها؛ لأن الحركة لا تملك القدرة على تنفيذها" حسب اعتقادهم.
كذلك، ورد في استنتاجات لجنة التحقيق أن السيناريو الأشد خطورة الذي أعدت له إسرائيل العدة، هو تسلل ما بين مجموعة واحدة إلى 3 مجموعات من حماس في الوقت نفسه إلى الجانب الإسرائيلي، إلى جانب أن تقليص القوات الأمنية على حدود غزة "كان سبباً في التفوّق العددي لحركة حماس".
واعتبر المراقبون أنّ هذه الاستنتاجات "تعطي زخماً أقوى لحركة حماس الفلسطينية؛ لما حققته خلال الفترة الماضية من ضربات استهدفت مناطق واسعة من إسرائيل؛ يضاف عليها هجمات حزب الله المدمّرة".
ورأى آخرون أنّ "خروج هكذا استنتاجات إلى الرأي العام من شأنه أن يؤشّر الإخفاقات لدى الجيش الإسرائيلي، وكذلك خيبة الأمل التي مُنيت بها حكومة تل أبيب"، مضيفين أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي أصبح يبحث هنا عن مخرج للهرب، فألقى باللائمة على الجيش وتقديراته" وربمّا أيضاً "حصول خيانات بين قادة الجيش ولم يصرّح أو يكشف عنها بعد للعلن".
ومن مبدأ "اجتهد فأخطأ" يرى رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه ربما "ليس المذنب الأول فيما حصل من خسارة، وإنّما تقديرات الدفاع الإسرائيلي لم تكن صحيحة" وفقاً للمراقبين.
ولفتوا إلى أن أكثر ما يخشاه نتنياهو الآن هو "اقترابه من دخول السجن" نسبةً لعدد من الفضائح التي أُشيعت مسبقاً عن حكومته.
من جهتها ذكرت القناة الـ (12 الإسرائيلية) التي كشفت عن هذه الاستنتاجات أن "التحقيق سيعرض على رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي في غضون أسبوعين".