الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446هـ 4 ديسمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
ذكرى قرار ترامب "المشؤوم" على فلسطين
سراج علي
بحلول يوم السادس من شهر كانون الأول الجاري، يكون قد مرّ (6 سنوات) على أكبر وأفدح أخطاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى.
2024 / 12 / 02
0

بحلول يوم السادس من شهر كانون الأول الجاري، يكون قد مرّ (6 سنوات) على أكبر وأفدح أخطاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى.

ففي هذا اليوم بالتحديد من العام (2017) والذي سيوافق يوم الجمعة القادم، أعلنَ ترامب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بـ "القدس" عاصمة لإسرائيل.

وحينذاك، ذكر ترامب أنه "سيتم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".

ويعدّ هذا الحدث تحولاً بعيداً عن ما يقرب من (7 عقود) من الحياد الأمريكي في هذا الشأن، كما يقول الكثيرون، ولم يشر ترامب في بيانه الصادر آنذاك إلى "القدس الشرقية كعاصمة دولة فلسطين في المستقبل".

وعبر هذا القرار الظالم والمجحف، فإن الولايات المتحدة الأمريكية قررت أخيراً سلب كامل حقوق الفلسطينيين، وأيضاً يعدُّ إشارة إلى دعم أمريكي يظهر للعلن في إقامة دولة إسرائيل الكبرى على كامل الأراضي الفلسطينية.

ورغمَ انتهاء فترة ولايته الأولى دون تحقيق مثل هذا الحلم "الأمريكي صهيوني"، ولكنّ بوادر عديدة ظهرت فيما بعد، تشيرُ إلى محاولات إسرائيل للانقضاض على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى مستوطنات إسرائيلية.

هذه البوادر التي ظهرت الآن ولكن خلال فترة ولاية جو بايدن، بإعلان الحرب الإسرائيلية على غزّة ومحاولة تهجير أهلها إلى الأبد، فإنّ هذه الحرب وخطط أمريكا لإحداث شرق أوسط جديد، مستمرة مع حصول ترامب على ولايته الثانية.

وبعد إعلان ترامب لـ "عاصمة إسرائيل الجديدة".. صدرت ردود أفعال عديدة من الداخل الفلسطيني وكذلك من دول عربية وإسلامية، أدانت مثل هذا الاعتراف الأمريكي.

وصرّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس حينها قائلاً: إن هذا القرار "يمثل إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة ممن ممارسة الدور الذي كانت تلعبهُ خلال العقود الماضية في رعاية السلام" على حدّ قوله.

وأضاف عباس بأن "قرارات ترامب تشجّع إسرائيل على سياسية الاحتلال والاستيطان"، مبيناً أن "الإدارة الأمريكية بهذا الإعلان خالفت جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية".

يما رفض غالبية قادة العالم هذا القرار الذي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "الحدث التاريخي" وقال: إن "ترامب رجل عادل وشجاع".

كما أكّد مجلس الأمن الدولي أن "قرار الاعتراف بالقدس كان انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي"، ولكنّه لم يتمكّن من إصدار بيان دون موافقة الولايات المتحدة التي تستطيع استخدام حق النقض "الفيتو".

فيما أعلنت دول عربية وإسلامية إدانتها لهذا القرار، من بينها العراق، وأكّد الرئيس السابق فؤاد معصوم رفض قرار ترامب بشأن القدس وحذّر من "عواقب وخيمة ستشهدها المنطقة والعالم".

ومن مدينة النجف، علّقت المرجعية الدينية العليا على قرار الاعتراف بمدينة القدس "عاصمة لإسرائيل".

وقال مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في بيان له: إنّ "هذا القرار مدان ومستنكر، وقد أساء الى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين، ولكنه لن يغير من حقيقة أن القدس أرض محتلة يجب ان تعود الى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن، ولا بد ان تتضافر جهود الامة وتتحد كلمتها في هذا السبيل".

التعليقات