رغمَ غيابهِ جسداً عن حياة اللبنانيين وحربهم ضد الجيش الإسرائيلي التي توقفت الآن بعد إعلان هدنة لمدة (60 يوماً)، إلا أنَّ أفكاره وكلماته تحولت إلى إرث تتوارثه قيادات حزب الله من بعده، تأكيداً للثبات على الموقف وتقديم المزيد من التضحيات رغم الخسارات.
واعتبرَ محللون سياسيون أنّ "إعلان غرفة عمليات المقاومة الإسلامية (حزب الله) عن تحقيق انتصارها في العمليات العسكرية على الجيش الإسرائيلي، يأتي مشابهاً لإعلان زعيم الحزب حسن نصر الله بعد حرب (2006)".
إلا أنَّ أكثر ما يدور عنه الحديث حالياً وفي ظل بنود الاتفاقية التي أُعلنت قبل اتفاق إيقاف إطلاق النار، هو السؤال التالي: هل سيتم نزع سلاح حزب الله؟
ويرى المحلل السياسي عباس الخالدي في حديثه لـ (كلمة) الإخباري أن "حزب الله لن يخوض في جدل نزع السلاح، حتى لا يعطي فرصة لإسرائيل بشنّ حرب أكبر" كما يقول المراقبون.
وأضاف بأنّ "هذا الأمر دفعت باتجاهه حكومة تل أبيب على مدى أيام الإعلان عن ترتيب الهدنة واتفاق إيقاف إطلاق النار، وحاولت أن تجلب المزيد من الدعم لها لتحقيق ذلك"، مبيناً أن "الهدف الأول من كل هذه المفاوضات هو نزع سلاح حزب الله".
ولفت إلى أن "مثل هذا الأمر لن يحدث مطلقاً، فحتى لو لم يصرّح قائد حزب الله الشيخ نعيم قاسم بذلك، فإنّه لن يتزحزح عن رأي قائده الأسبق السيد حسن نصر الله".
ويؤشر الخالدي هنا أنّ "موقف الشيخ قاسم سيكون مثل موقف السيد نصر الله الذي رفض فكرة نزع السلاح من الحزب بعد انتهاء حرب (2006) وإعلان الهدنة مع إسرائيل".
وكان نصر الله قد صرّح حينذاك: إن "طرح هذا النقاش في هذه المرحلة وهذا الوقت يخدم العدو ولا يخدم لبنان ولا الوحدة الوطنية".