الأربعاء 26 جمادى الأول 1446هـ 27 نوفمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
بين نهر السين والنهر الليطاني.. الأول خلدته الروايات والثاني التضحيات
سراج علي
ظلَّ ذكر "نهر الليطاني" في لبنان متداولاً في كل خبرٍ تنقله وسائل الإعلام بين المعارك التي كانت جاريةً بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، والتي توقفّت، يوم الأربعاء، بعد الموافقة على اتفاق إيقاف إطلاق النار، ولكن هذا النهر أكثر من كونهِ منبعاً مائياً، فقد أصبح شاهداً على صمودِ اللبنانيين وتضحياتهم.
2024 / 11 / 27
0

ظلَّ ذكر "نهر الليطاني" في لبنان متداولاً في كل خبرٍ تنقله وسائل الإعلام بين المعارك التي كانت جاريةً بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، والتي توقفّت، يوم الأربعاء، بعد الموافقة على اتفاق إيقاف إطلاق النار، ولكن هذا النهر أكثر من كونهِ منبعاً مائياً، فقد أصبح شاهداً على صمودِ اللبنانيين وتضحياتهم.

وفي فرنسا، لا يزال ما يُعرف بــ "نهر السين" رمزاً وشاهداً لهذه البلاد، وما خلّد ذكره هي الروايات الأدبية الفرنسية التي أشبعته حضوراً وأضفت عليه الخيالات والأساطير.

أما النهر الليطاني، فليس بحاجة الآن لتخليده وذكره في الروايات الأدبية الأسطورية، بل تحوّل ماؤه العذب إلى سجلٍ لروايات بطولات اللبنانيين "الحقيقية" وليس "الخيالية".

وما يميّز هذا النهر، أنّه ينبعُ من لبنان ويجري فيها ويعود إليها، فهو يشبه اللبنانيين في كفاحهم ونقائهم وصمودهم ودفاعهم عن أرضهم، حتى رفعوا راية النصر ورفضوا رفعَ راية الاستسلام.

ووفقاً للمعلومات المتوافرة، يُعتبر "نهر الليطاني" أطول أنهار لبنان، وأكبرها وأهمها استراتيجياً، واعتبرته منظمة الأمم المتحدة عام (1949) "مفتاح مستقبل لبنان".

ويستفيد سكان لبنان من مشاريع هذا النهر للري؛ فهو ينبع من غرب بعلبك في سهل البقاع ويصب في البحر المتوسط شمال مدينة صور.

ويبلغ طول النهر (170 كيلومتراً)، وتبلغ قدرته المائية تقريباً (770 مليون متر مكعب سنوياً)، وقد أُقيمت عليه المشاريع للاستفادة منه في إنتاج الطاقة الكهرومائية وتأمين مياه الري والشرب للبقاع والجنوب والساحل، وهو ما انعكس إيجاباً على تطوير الواقع الزراعي في هذه المناطق، وكذلك النجاح في الحد من النزوح والهجرة، حيث لا تزال لبنان تضم الكثير من القرى والأرياف التي تمتاز بطيبة أهلها وصفائهم.

وفي واقع الهدنة المعلنة لمدة (60 يوماً) بين إسرائيل ولبنان، سيكون "النهر الليطاني" هو الحد الفاصل لتطبيق الاتفاقية.

وبموجب الاتفاق، سينسحبُ الجنود الإسرائيليون من لبنان، ويسحب حزب الله مقاتليه وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني - الذي يقع على بعد حوالي (30 كيلومتراً) من حدود لبنان مع إسرائيل.

ووفقاً للاتفاقية أيضاً، يتولى الجيش اللبناني نشر (15 ألف جندي) في هذه المنطقة؛ لمواجهة أي اعتداء يحصل من قبل الطرف الإسرائيلي.

وفي وقت سابق، ادعت إسرائيل أنّها وصلت إلى "النهر الليطاني"، ولكنَ حزب الله اللبناني فنّد هذه الادعاءات.

وفي تصريح جديد للنائب في حزب الله، حسن فضل، قال فيه: إنه "من غير الممكن إخراج منتسبي الحزب من قراهم وبلداتهم جنوب نهر الليطاني".

التعليقات