كانت اهداف الكيان الصهيوني في فتح جبهة لبنان هي القضاء على حزب الله بشكل نهائي، وتسليم سلاح الحزب، وتقديم تعهد بعدم امتلاكه للسلاح، فضلا عن عدم تطوير قدراته العسكرية مستقبلا .
كما يصر الكيان على اجراء تعديلات على قرار مجلس الامن الدولي 1701 يعطي الحق للكيان الصهيوني بحرية حركة قواته المسلحة في عمق الاراضي اللبنانية، والتوغل وصولا الى الحدود السورية.
اكثر من هذا، كانت تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني يؤكد فيها بضرورة التوغل مئات الكيلومترات في الضاحية الجنوبية لبيروت وجعلها منطقة منزوعة السلاح، وخالية من السكان لتكون ضمانة لعودة مستوطني الشمال الى مستوطناتهم .
بالمقابل كانت شروط حزب الله واضحة وتتضمن سيطرة الجيش اللبناني على طول الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني، وعدم السماح للكيان بالتوغل جنوبا، والرهان على نزع سلاح حزب الله هو رهان خاسر، وان اي تعديل على قرار مجلس الامن الدولي 1701سيواجه برفض من حزب الله .
اليوم اعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، قبوله بوقف اطلاق النار مع حزب الله ولم يحقق اي منجز او ينفذ اي تعهد امام المستوطنين.
فحزب الله لم يخسر من قدراته العسكرية كما كان يتعهد نتنياهو، ولم يتحدث نتنياهو في كلمته حول وقف الحرب عن تسليم سلاح حزب الله، ولم يتحدث عن احتلاله اراضي في الضاحية الجنوبية او البقاء فيها.
والقرار 1701 لم يستطع الكيان الصهيوني ان يضيف عليه سطرا واحدا، وكما اراد حزب الله.
بالمقابل اعلن الرئيس الامريكي عن وقف اطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني، واعترف بكلمته ان اكثر من (70000) مستوطنا نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات حزب الله.
وحسب التقارير التي نقلها الاعلام الصهيوني فان اكثر من 7000 منزلا تم تدميرها في شمال فلسطين وبنفس العدد من السيارات تم تدميرها ايضا، والحديث عن خسائر الجيش الصهيوني فلها حديث اخر.
وفق الاتفاق فان العدو الصهيوني سيعود الى الحدود السابقة بين لبنان والكيان الصهيوني، وسيكون الجيش اللبناني هم المسؤول عن حماية الحدود وفق شرط حزب الله.
وحتى شرط الانسحاب من جنوب نهر الليطاني فان هذا الشرط لا قيمة عملية له، لان الجميع يعلم بان الاهالي لن ينسحبوا من الجنوب الليطاني وفق الاتفاق، وان الاهالي هناك كلهم ابناء حزب الله، ولهذا سيفرغ هذا الشرط من محتواه عمليا.
من ذلك كله وجدنا ردود الافعال داخل الكيان الصهيوني على قبول نتنياهو لوقف القتال كانت مخيبة لامال اليمين المتطرف هناك.
فقد وجه زعيم حزب(اسرائيل بيتنا) افيغدور ليبرلمان انتقادا لاذعا للاتفاق واصفا اياه بانه (استسلام للارض).
اما وزير الامن الصهيوني بن غفير فقد اكد ان (اسرائيل ضيعت فرصة تاريخية لتركيع حزب الله او سحقه).
اما الوزير سموتريش فقد اكد( رفضه اي اتفاق مع حزب الله لوقف الحرب).
اما زعيم المعارضة الصهيوني يائير لابيد فقد اكد( ان الحكومة الاسرائيلية انجرت الى وقف النار وفشلت في تحويل النصر العسكري الى انجازات سياسية).ويؤكد ايضا ( ان اي اتفاق مع حزب الله لن يمحو العار، ويجب ابرام صفقة لاعادة المختطفين وجميع المواطنين الى منازلهم).
وقد اجرت قناة13 الصهيونية استطلاعا حول قرار وقف الحرب، فكانت نتائج الاستطلاع ان نسبة 60./. من الصهاينة يرون ان اسرائيل لم تحقق انتصارا على حزب الله.
واخيرا وكما اعلن الرئيس الامريكي بايدان فان العودة الى التطبيع مع السعودية يبقى الملاذ الاخير للكيان الصهيوني ليحاول ان يحققه من خلال ذلك المشروع بعد ان عجز عن تحقيقه في المواجهة العسكرية.
فاي هزيمة اكبر من هذا.
اما المثبطون، والمراهنون على قدرات الكيان الصهيوني في سحقه للمقامة الاسلامية فنقول: ( كونوا صهاينة بمستوى ليبرمان وبن غفير ولابيد وسموتريش) ولا تكون صهاينة اكثر من هؤلاء المتطرفين وقولوا ماشئتم.