توسعت الازمة داخل الإطار
التنسيقي الشيعي مع انباء زيارة انتوني بلينكن وزير الخارجية
الامريكي الى بغداد.
ويحاول رئيس الحكومة محمد السوداني ان يعمل بـ"براغماتية عالية"، بحسب بعض المعلومات، بخصوص العلاقة مع الولايات المتحدة.
ويفترض ان يبدأ السوداني، عقب لقاء متوقع مع بلينكن، زيارة إقليمية تبدأ من ايران ثم الى دول الخليج.
ويواجه رئيس الوزراء حرجا شديدا بسبب تهديدات فصائل غير مشاركة بالسلطة واخرى حليفة باستهداف المصالح الامريكية.
وينقسم الاطار التنسيقي المتخاصم منذ نحو شهر، الى اكثر من جناح بخصوص التعامل مع واشنطن، كما ان بعض الاجنحة تؤيد الهجوم على المصالح الغربية.
وبدأت بغداد- بحسب كتاب سري تسرب الى الاعلام مؤخرا- باتخاذ اجراءات عسكرية غير مسبوقة، تشبه استعدادات الحرب.
وجاءت هذه الاجراءات بالتزامن مع تغييرات طالت مسؤولين رفيعين في جهاز مكافحة الارهاب وقيادة عمليات بغداد.
يأتي ذلك بعد ايام من انخراط شبه شامل للجماعات المسلحة العراقية بأحداث غزة وقصف مواقع امريكية في الداخل وفي سوريا وتهديدات الى الخليج.
ووسط ذلك تقول مصادر سياسية مطلعة ان رئيس الوزراء محمد السوداني "يحاول ان يظهر براغماتية عالية في تعامله مع الازمة، وبانه قراره مستقل عن باقي الشركاء". وتتوقع المصادر ان الزيارة الإقليمية للسوداني التي يفترض ان تبدأ اليوم الاثنين، ستشمل "الطلب من ايران عدم توريط بغداد بالازمة من خلال دعم الفصائل".
كما ان الزيارة قد تذهب الى ارسال تطمينات اخرى الى الخليج، بعد معلومات عن احتمال توسيع الفصائل العراقية للهجمات لتطال السعودية والامارات.
ونقلت الوكالة الرسمية امس، عن مصدر سياسي لم تذكره أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يبدأ الاثنين (اليوم) جولة إقليمية حول تطورات الأحداث في غزة بدءاً من طهران ويتبعها عواصم خليجية".
وسبق اعلان الزيارة اتصال بين وزير الخارجية فؤاد حسين ونظيره الايراني حسن عبد اللهيان، تداولا فيها الاحداث في غزة، بحسب وسائل اعلام ايرانية.
وعد وزير الخارجية الإيراني "توسع نطاق الحرب أمرا لا مفر منه تماما ازاء تصاعد حدة العدوان على المدنيين في غزة".
بالمقابل أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين "ضرورة العمل المتماسك والمنسق من قبل الدول الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني ووقف الهجمات ومنع اتساع دائرة الحرب".
وفي تطور لافت يهدد بتوسيع نطاق الحرب، أعلنت جماعة تسمي نفسها المقاومة الإسلامية في العراق، قصف مدينة إيلات الإسرائيلية بعد أن كانت قد أصدرت في وقت سابق بيانا تهدد فيه بتوسيع استهدافاتها للأعداء، حسب وصفها. وأكدت المجموعة في بيانها: "نصرة لأهلنا في فلسطين، وثأرا للشهداء، سنبدأ مرحلة جديدة في مواجهة الأعداء، وستكون أشد وأوسع على قواعده في المنطقة".
فيما لم يعلق الجانب الإسرائيلي بالنفي أو التأكيد حول صحة وقوع هذا الهجوم.
وجاء خبر زيارة السوداني لطهران فيما ينتظر في بغداد وصول وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن في اول زيارة للأخير للعراق، اول زيارة لمسؤول امريكي رفيع خلال حكومة السوداني.
ووفق "وول ستريت جورنال" ان موقف الحكومة العراقية "الرافض لدخول الحرب " احد الاسباب لزيارة بلينكن الى بغداد.
ويوم السبت قال السوداني ان "الدولة هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة وفقا للدستور وانطلاقا من المصلحة العليا للعراقيين"، فيما بدا وكأنه رد على تهديدات فصائل وشركاء في الحكومة ضد القوات الامريكية والسفارة.
واضاف رئيس الحكومة في مؤتمر لسفراء العراق عقد في بغداد "عندما نؤكد قناعتنا عن حل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، فإننا نعني خلافاتنا وخلافات المنطقة".
وفي السياق ذاته قال فؤاد حسين وزير الخارجية في المؤتمر ان "المصلحة العراقية، وإبعاد البلاد عن شرارة الحرب والحفاظ على النظام والمسيرة الديمقراطية هي من أساسيات عمل الحكومة العراقية".
وفي تصعيد جديد للفصائل ضد الولايات المتحدة، رفض المسؤول الأمني لكتائب حزب الله المعروف باسم ابو علي العسكري، زيارة بلينكن للعراق. وقال إنها ستقابل بتصعيد غير مسبوق.
وكتب العسكري في منصة أكس، أن "زيارة أنتوني بلينكن ابن اليهودية، وزير خارجية أمريكا، بل وزير الحرب الصهيوني، غير مرحب بها في عراق علي والحسين (عليهما السلام)، وإذا ما جاء فإننا سنقابله بتصعيد غير مسبوق".
وأضاف العسكري، "بعد التصعيد العسكري للمقاومة الإسلامية في العراق هذا الأسبوع، فإنها ستعمل على غلق المصالح الأمريكية في العراق، وتعطيلها في المنطقة، وهذا ما سنصل إليه في الأسابيع المقبلة إذا ما استمر العدوان".
وتابع ان "غلق السفارة الأمريكية، ومنع حاملي الجنسية الأمريكية من دخول البلاد، سنصل إليه بطريقتنا الخاصة (غير السلمية)، لأن التعامل السلمي مع القتلة جبن وتخاذل، وهذا لا يليق بأتباع علي (عليه السلام)".
ولفت الى ان "فتح ملف إخراج القوات الأجنبية بهذا التوقيت هو ذر للرماد في العيون، ومحاولة لتكبيل أيادي المقاومة، وصرف لنظر الرأي العام الداخلي عن قضية غزة، والحال إن إخراج هذه القوات من البلاد أمر حاصل لا محال".
ويكشف موقف كتائب حزب الله الازمة في التحالف الشيعي، حين كانت الحكومة قد وجهت قبل اكثر من اسبوعين اعتقال منفذي الهجمات على القواعد الامريكية.
لكن المصادر المطلعة تقول ان "بعض اطراف الاطار التنسيقي تمنع تنفيذ تلك الاوامر، وهو احد اسباب الخصومة داخل المجموعة الشيعية".
ومر نحو شهر على اخر اجتماع للاطار التنسيقي، فيما كان هادي العامري زعيم منظمة بدر قد برر في وقت سابق الهجمات على المصالح الامريكية.
وقال العامري في بيان الاسبوع الماضي، ان عودة استهداف القوات الامريكية في قاعدتي عين الأسد وحرير "هي ردة فعل طبيعية تجاه انحياز أمريكا وبعض الدول الأوروبية الى جانب الكيان الصهيوني الغاصب في ارتكابه جرائم الحرب بحق أهلنا في غزة".