منذ ثلاثة أيام لم تنقطع الأسئلة..
و مهما حاولت التغاضي عن الموضوع.. فيعلم الله أني عجزت من كثرة
الرسائل!!
رسائل من شباب يبدو بعضهم مستفزاً غاضباً.. وبعضهم الآخر حائراً متردداً..
هل صحيح أن ليث ابن السيد أحمد الصافي تزوج في لندن بمبلغ خمسة ملايين دولار؟
هل صحيح أن المقطع اللاأخلاقي المنتشر هو لابن السيد الصافي؟
هل صحيح أن المرأة التي ظهرت في المقطع هي إحدى مفتشات العتبة العباسية؟ (وهذا أكثر ما آلمني وستعرفون السبب ).
ومن هنا أبدأ الجواب:
يوماً ما.. جمعني مجلس فاتحة في النجف بالسيد أحمد الصافي.. وشاءت التقادير أن نجلس على كرسيين متلاصقين.. وفي أيامها كان كاتب حزب الدعوة ومؤرخه المعروف (سليم الحسني) يشن حملات شرسه على المرجعية ووكلائها بملفات وأرقام أنا شخصياً كنت شاهداً على كذبها ومقدار الافتراء فيها مما أذهلني لجرأته على الاختراع!
فقلت للسيد: سيدنا الموضوع لايتعلق بشخصكم بل بسمعة المرجعية فأنت وكيلها ولابد من الرد على هذا الكاذب.
عندها نبهني السيد الى قضية كانت غائبة عني تماماً.. وبصدق فقد كشفت لي نوعاً من الحنكة الإعلامية لدى هذا الرجل.. فقد قال:
قبل أيام جاءني شخص وقال: سيد أحمد.. هل صحيح أنك اشتريت شقة فاخرة لعائلتك في أحد شوارع مدينة مشهد.. من أموال العتبة العباسية؟
فضحكت و قلت له: إذا ذكرت لي مجرد إسم الشارع المقصود.. فالشقة وما فيها ملك لك.. فقط أعطني إسم الشارع ولا أحتاج لبقية التفاصيل!
فمثل هؤلاء عندما يضطرونك اليوم.. لتخرج على التلفاز مثلاً وتقول (والعباس أبو فاضل ماعندي شقه بمشهد) فأنت أوحيت من حيث لاتعلم أنه (نعم يمكنني شراء شقه بأموال العتبة ).. لأنك نفيت الجزئية المتعلقة بمشهد فقط وأغفلت بقية الكذبة المركبة من أجزاء!!
وهكذا عندما يغيرون بعض التفاصيل في المرة القادمة ستخرج أيضاً لتنفي تلك الجزئية وتترك بقية التفاصيل تتسرب الى عقول الناس كحقيقة ثابتة.
وعليه لاتطلب مني -مهما حصل - أن أرد على سليم الحسني وأمثاله لأنهم يتقنون (الكذب المركب ).
وأقول: فعلاً نحن نعيش زمن سياسية معاوية حيث يرفع سقف الأكاذيب الى 100 لتنشغل بتكذيب 50 و تنسى الـ 50 التي تسربت لعقول الناس بدون أن يشعروا!!
عندما تقول ماكينة معاوية (علي بن أبي طالب لا فضيلة له في الإسلام فقد نزلت فيه (لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى) ستجد الأغلبية تركز على الدفاع عن صلاة علي وعدم شربه الخمر.. وتنسى الحديث عن فضائله ومكانته في الإسلام) وهو مايريده معاوية.
وأليك الحقيقة كما هي:
١. أحمد الصافي أستاذ في الحوزة العلمية ومتولي العتبة العباسية المقدسة.. لديه أربعة أولاد وكلهم يسكنون مع والدهم في النجف.
أحدهم طالب حوزة.. واثنان يدرسان الأكاديمية.. والرابع طفل.
ولن أذكر أسمائهم ولا يوجد فيهم ولد باسم ليث.
وتريد الماكينة أن تضطرك لذكر الأسماء لتخرج بفيلم قادم من التشهير يطابق أسمائهم.
٢. لم يخرج السيد أو أحد أولاده الى خارج العراق ولا مرة.. سوى للزيارة في مشهد.. ولا أعرف إذا كان السيد قد ذهب للحج أو لا.
٣. الشاب الرادود الذي انتشرت صور بأنه أقام حفل زفاف بخمسة ملايين دولار إسمه ليث البلاغي من ابناء الجالية.. ولا نعرف حقيقة الزفاف المزعوم.. ومن يريد أن يتحمل وزره فهو وربه.
وأسفي على شيبة شخص مثل حسن العلوي بهذا العمر ويكذب.. ويقول: (سرق الكاشي الذهب من قبة الإمام علي وعمل حفلة زفاف بخمسة مليون دولار)!!
وهذا أيضاً.. من الأكاذيب المركبة.. فتنشغل بموضوع الكاشي الذهب وتنسى التأكد (هل الحفل كلف فعلاً خمسة ملايين )؟ بل وتنسى المعلومة الأهم (كم كاشية بالضبط نحتاج لنصل الى المبلغ المذكور.. أليس نصف القبة تقريباً)؟!!
٤. المقطع اللاأخلاقي المنتشر.. يظهر فيه شاب آخر _ هداه الله وستر عليه _ فلا هو ليث البلاغي.. ولا هو ابن السيد الصافي.
وصدقني أيها القارئ الكريم أن 90% ممن يتفاعلون وكأنهم مصدقون.. يعلمون جيداً أنه ليس ابن السيد.. بل تجدهم غير مهتمين بالتأكد أساساً.. لأنهم قادمون للتشويه لامحالة.. سواء بهذه التهمة أو بغيرها.
وهنيئاً لك أيها السيد (الصافي) الصافي.. إذ لم يجدوا فيك شائبة منك أو من عائلتك.. ولم يبق لهم إلا الافتراء.
٥. المرأة التي ظهرت في الفيديو اللا أخلاقي _ ستر الله عليها _ ليست من كربلاء أساساً.. والأخت الحاجة مسؤولة المفتشات مهندسة تجاوز عمرها الخمسين سنة كما أخبرني بذلك بعض العاملين في العتبة وأعطاني إسمها أيضاً.
وأكثر ما آلمني أن بناتنا العفيفات الخادمات في تفتيش النساء في الحضرة المباركة
يصبحن عرضة لطعن وتشويه الجيوش الثلاثة المتحالفة (الصرخية / الكاطعية / البعثية) ولاترى غيوراً ينتفض!! وشبابنا الذين هم مثال الغيرة والحمية يقفون حائرين مترددين بدل أن يضربوا هؤلاء على أفواههم.. ويعلموهم أن العباس لاتأتيه إلا الطيبات الزينبيات.
إني أخاطب الصرخية والمدعين لليمانية.. إن لم تكونوا شيعة.. فكونوا أحرار في دنياكم.. إن كانت لديكم مشكلة مع السيستاني أو وكلائه فأقصدوهم بانفسهم.. ولا شأن لكم بالنساء.. خصوصاً خادمات الحضرة الشريفة.. إن كانت لم ذرة شرف.
ختاماً يؤسفني أن ذكر الفيديو اللا أخلاقي في هذا المقال.. يساعد على ترويجه.. وهذا عين ما تريده الجيوش الإلكترونية الثلاثة أخزاها الله.. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فاتني أن اذكرأن الإدارة التي تدير كوادر تنجز مستشفى بسعة 60 سرير خلال 15 يوم.. لايجب أن تتوقع الشكر والعرفان ممن يزعجهم النجاح ويكشف تفاصيل فشلهم.. ولو كان حجم النجاح أكبر.. فلتتوقع العتبة هجوماً أشد.
والله ولي الصادقين.