د. فاتح عبدالسلام
خطان من الاشتغالات العاجلة تشغل العلماء اليوم ، الاول ايجاد لقاح ناجح مضاد لفيروس كورونا المستجد والثاني العثور على عقار من بين الأدوية الكثيرة التي جربها الانسان على أمراض شتى في خلال أكثر من نصف قرن لمعالجة الاصابات لاسيما تلك الخفيفة والمتوسطة . وحتى ذلك الحين ، يكافح العالم لوقف التدهور وكبح الذروة وتحصين المجتمعات .
لكن هذه الازمة كشفت كما يقول رئيس منظمة الصحة العالمية عن أسوأ ما للبشر وأفضل ما لديهم ، لأنّ طائفة من المحتالين في العالم بدأوا استغلال اسم المنظمة الدولية للتكسب والسرقة وايهام الناس بحلول وصفقات تذهب الى جيوبهم في النهاية . وفي المقابل تقدم المستشفيات كل يوم تضحيات من الطواقم الطبية التي تواجه الموجات الاولى كل يوم من الاصابات ، في ظل واقع مرير تنقصه المعدات الطبية والوقائية .
العلم لحماية البشرية من الامراض التي لن يختص بها بلد دون الآخر ، أهم عشرات المرات من العلم الذي جرى توظيفه في خلال قرن كامل في سباق التسلح والرعب النووي والصواريخ التي قد تحيل البلدان الى رماد بقرار سياسي أو عسكري من أية دولة .
العالم الباذخ صرف المليارات في الترفيه الرياضي والفني من دون تحقيق التوازن في الصرف على الرعاية الصحية الشاملة والطارئة ، وبات سعر لاعب كرة قدم أو مغنية أو حفلة موسيقية
أو نجم سينمائي عشرات الملايين في حين انّ رواتب القطاعات الصحية في جميع دول العالم ، حتى المتقدم غير مجزية وتكاد تكون بمستوى الكفاف مع غلاء المعيشة في تلك الدول .
وحين وقعت الجائحة هبّ العالم أول مرّة ليبحث مستقبل اولمبياد طوكيو وبطولة ويمبلدون الشهيرة وكذلك سبعاً وستين بطولة عالمية وقارية واقليمية لانواع الرياضة التي دفعوا فيها عشرات المليارات.
كأنهم هرعوا الى سلة اموالهم واستثماراتهم التي اظهرت انحيازات غير مبررة لجوانب في الحياة على حساب حماية البشرية من الاوبئة والاخطار البيئية.
ثمة اختلالات في التفكير وتقديم الاولويات، لابدّ أن يعيد الانسان حساباته إزاءها في تحقيق العدالة والانصاف في تثمين عطاء البشرية بحسب الحقول المنتجة والاساسية وتلك الترفيهية أيضاً.