الجمعة 31 ربيع الأول 1446هـ 4 أكتوبر 2024
موقع كلمة الإخباري
بعد استهداف قواعدها.. هل تنسحب الولايات الأمريكية من العراق؟
سبوتنيك
بعد استهداف قواعدها.. هل تنسحب الولايات الأمريكية من العراق؟
2023 / 10 / 23
0

بعد مرور أكثر من أسبوعين على الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح، جاء رد الفصائل العراقية بقصف القواعد الأمريكية داخل البلاد وطالبوا بخروج الأمريكيين من بلادهم.

فهل تجبر الفصائل العراقية القوات الأمريكية على الانسحاب بعد إعلان استهداف القواعد ومصالح واشنطن في المنطقة؟.

بداية، يقول المستشار العسكري السابق العراقي، صفاء الأعسم، إن العمليات التي تقوم بها فصائل المقاومة ضد القواعد والتواجد العسكري الأمريكي في العراق، تضامنا مع ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سوف يدخل الحكومة العراقية في حرج كبير.

الدولة العميقة

وأضاف  أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد في العديد من التصريحات أنه لن يسمح بوجود أي دولة عميقة في العراق، وأن القرارات يجب أن تصدر بفكر موحد، حيث أن هناك اتفاق استراتيجي للعراق مع الولايات المتحدة الأمريكية على عدم ضرب أي مصالح أمريكية في العراق.

وأشار الأعسم إلى أن فصائل المقاومة موجودة بعدد كبير في العراق، وأن عدم الالتزام بما يصدر من قرارات يسبب حرجًا للحكومة، وهذا الموضوع ينتج عنه في المقابل ما صرحت به واشنطن، بأنها سوف تستهدف بالمقابل أي جهة تحاول الاعتداء على مصالحها، بالتالي هذا الأمر سوف يخلق معركة بين فصائل المقاومة والولايات المتحدة الأمريكية داخل العراق، والجميع يعلم بالنتائج التي يمكن أن تترتب على تلك الخطوات.

القوات الأجنبية

وأكد المستشار العسكري أن "تلك العمليات التي تقوم بها فصائل المقاومة ضد المصالح الأمريكية، لن تقلل تواجد القوات الأجنبية في البلاد، لكن في المقابل سيكون هناك عدم اتفاق بين العراقيين والأمريكان وعدم تعاون، الكثير من الاتفاقيات التي تم توقيعها ستنتهي، في الوقت ذاته، يعكس هذا أن هناك فورانًا شعبيًا كبيرًا ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية كونها تتعامل مع الابن المدلل (إسرائيل)، وبالتالي تنعكس كل السياسات التي هى ضد إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأن هناك قواعد أمريكية داخل العراق".

ولفت الأعسم إلى أن "الحكومة العراقية تعمل بفكر عالٍ جدا وظهر هذا في تعاملها مع الأحداث، خلال الساعات الماضية، والتي تم توجيهها للقواعد الأمريكية في العراق، وأكد جديتها في التدخل في الوضع الراهن، وجاء تصريح اليوم على لسان المتحدث العسكري يحيى رسول، ليؤكد الموقف الرسمي بأنه لا تجاوز في أي شىء دون موافقة الحكومة العراقية".

إحراج الحكومة

وأوضح المستشار العراقي أن فصائل المقاومة ليست بالرقم السهل، بل لها قوة وصلاحيات داخل العراق أكثر مما نتوقع، في عمليات استهداف المصالح والقواعد الأمريكية، وهذا سوف يحرج الحكومة العراقية وينعكس سلبا على السياسة ما بين بغداد وواشنطن، في المقابل العراق يرفض وبشكل علني أي تجاوز بحق الشعب الفلسطيني، وإذا تصاعدت الأمور بشكل أكبر سوف يكون هناك دور كبير للعراق في تلك الأزمة.

استراتيجية خاصة

من جانبه، يقول عبد الملك الحسيني، المحلل السياسي العراقي، إن الولايات المتحدة لديها استراتيجية خاصة بالشرق الأوسط من أجل مواجهة التحديات التي تمثل في الواقع صراعًا محتدمًا من أجل النفوذ مع القوى العظمى مثل الصين وروسيا.

وأضاف أن الحديث عن انسحاب أمريكي من العراق بسبب قصف قواعده العسكرية واستهداف مصالحه أو التفكير به على الأقل بسبب تعرضها لهجمات المقاومة داخل العراق، لن يكون منطقيا وفق استراتيجيتها الحالية والمستقبلية، كون العراق جزء مهم وحيوي من منظومة الشرق الأوسط ويمثل مرتكزا مهما من مرتكزات المصالح الحيوية للولايات المتحدة والتي تشمل (ضمان تدفق النفط دون مشاكل قد تؤثر على الاقتصاد الأمريكي).

وتابع الحسيني: "بالإضافة إلى ضمان تدفق النفط، نجد أن ضمان أمن إسرائيل الحليف الأبرز لواشنطن، وإدارة ملف الصراعات المتعلقة بالجماعات المسلحة، وخصوصًا تلك التي دخلت في صدام مباشر مع الولايات المتحدة، تعد أيضًا من مرتكزات المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأشار المحلل السياسي إلى أن الشىء الأهم بالنسبة لواشنطن في المنطقة أيضا، هو مواجهة النفوذ الصيني والروسي الذين يلاقيان قبولا وتمددا من قبل عدد من دول الشرق الأوسط، وأسهم في العديد من الأنشطة التي عززت ذلك النفوذ، كالتوافق والتنسيق الروسي الإيراني التركي في إدارة الملف السوري، والجهود الصينية التي نجحت في إحداث تقارب بين إيران والسعودية.

ضربة قاصمة

ولفت الحسيني إلى "أننا نستطيع القول أن انسحاب الولايات المتحدة من العراق سيوجه ضربة قاصمة للظهر لنفوذها في الشرق الأوسط، لأن ذلك سيعتبر تهديدا مباشرا لمصالحها في دول الخليج وسوريا والمشرق العربي، وسيعزز نفوذ إيران في كل من العراق وسوريا ولبنان، وهذا بحد ذاته تقويض للاستراتيجية الأمريكية وتهديد لأمن إسرائيل ودول الخليج".

وكانت ما تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، قد أعلنت يوم السبت الماضي، "استهداف قاعدة "عين الأسد" الأمريكية غرب العراق بطائرة مسيرة.

وقالت في بيان لها، إن "القاعدة التابعة للاحتلال الأمريكي أصيبت بشكل مباشر"، حسب البيان.

وكان المتحدث العسكري باسم كتائب "حزب الله" العراقي، جعفر الحسيني، قد أكد أن الأمريكيين شركاء أساسيون في قتل سكان قطاع غزة وبالتالي عليهم تحمل العواقب، لافتًا إلى أن الكتائب ومنذ اليوم بدأت عمليًا المقاومة في العراق بتوجيه ضرباتها إلى القواعد الأمريكية.

ونقلت قناة "المنار" اللبنانية تصريحات المتحدث العسكري باسم كتائب "حزب الله" العراقية، جعفر الحسيني، الذي أعلن رسميا دخول التنظيم معركة "طوفان الأقصى" عبر توجيه الضربات للقواعد الأمريكية في العراق، مشيرا إلى أن العمليات ستستمر بوتيرة أعلى.

ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ما تسبب في حصيلة هائلة من القتلى تتجاوز 5000 قتيل بينهم 1873 طفلا، و1023 امرأة و187 مسنا، إضافة إلى أكثر من 15 مصابا، حسبما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.

ووصفت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، الوضع في قطاع غزة بأنه "كارثي".

التعليقات