الخميس 16 شوّال 1445هـ 25 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
الدولة والإنسان.. حكومة السوداني!
فلاح أمين الرهيمي
الدولة والإنسان.. حكومة السوداني!
2022 / 11 / 14
0

إن الوعي الفكري والتصورات مرتبطة بالواقع الموضوعي لحياة الإنسان المادية والمعنوية فالوعي الفكري لا يمكن أن يكون سوى الوجود الاجتماعي والوعي البشري من خلال حياتهم الواقعية لأن حياة الإنسان تتركز وتحددها بصورة مباشرة في البحث عن السعادة والاستقرار والاطمئنان ولذلك فإن نشاط الإنسان وتصرفاته وسلوكه تصبح جزء من النشاط الذي يحقق الأهداف والغايات الذي يتم وينجز من خلال وعي الإنسان وإدراكه وتصميمه من أجل تحقيق تلك الأهداف والغايات ولذلك فإن أي عمل أو سلوك أو تصرف لا تنسجم مع تلك الأهداف والغايات مرفوض من الشعب لأن تلك الأهداف والغايات تعتبر من حتمية التاريخ التي تعتبر المحرك للتاريخ.

كما أن الدولة وجدت كمؤسسة خدمية للشعب ومن أجل الشعب فهذا يعني أن الدولة مرتبطة بالإنسان وكذلك الإنسان مرتبط بها من خلال عقد يطلق عليه (الدستور) وواجباتها توفير جميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية للشعب.

ومن خلال هذه الصورة فإن الحكومة التي تمثل السلطة التنفيذية في الدولة يستوجب عليها أن توفر جميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية للشعب وإن أي خلل أو تقصير سوف يؤثر سلباً على العلاقات بين الدولة والشعب كما حدث مع الحكومات السابقة وأدى ذلك إلى انفجار الشعب في ثورة الجوع والغضب التشرينية ضد الدولة التي سببت له الجوع والفقر والحرمان والبطالة وسلبيات من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الآن تكونت وتأسست حكومة برئاسة السوداني صنيعة للحكومات السابقة حسب قاعدة المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية التي كانت السبب بتلك السلبيات وسببت الأضرار للشعب.

إن السوداني أطلق الوعود الذهبية للشعب في توفير الخدمات وجميع المستلزمات المادية والمعنوية وحكومته تكونت حسب القاعدة المحاصصة والتوافقية وأعضائها ملغومة من الوزراء الذين نشأوا وترعرعوا في بيئة الفساد الإداري والسلبيات المتراكمة التي أوصلت العراق على ما نحن عليه الآن .. ولذلك الشعب يخشى أن تضاف فترة ومدة وزارة حكومة السوداني إلى الفترات المأساوية للحكومات السابقة التي ستقتطع من عمر الشعب العراقي.

إن الشعب العراقي يأمل من السوداني أن يكون وفياً وصادقاً في وعوده التي قطعها للشعب ومن ضمنها تعديل قانون الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من تاريخ توليه السلطة وبعد عام واحد إجراء انتخابات مبكرة والشعب هو الذي يقرر ويحسم النصر للقوى التي يختارها من خلال بطاقة الانتخابات وصندوق الاقتراع ... وسوف ينطق التاريخ حكمه الذي لا يرحم فيمدح هذا ويذم ذاك.

وهنا الآن يقودني الشك والاحتمال بأن دولة السوداني ستظل عاجزة عن تجاوز وإلغاء السلبيات والظروف التي كانت دولة السوداني ذاتها إنتاجها وثمرة لها في المحاصصة والتوافقية إضافة إلى طبيعة وتكوين وبناء حكومته لم تكن قادرة على إيجاد مخرج حقيقي وبناء الشعب العراقي.

التعليقات