د. سعدي الابراهيم
غسيلُ الدماغ من المصطلحات والتعابير الحديثة نسبيا، إذ ازداد التركيز عليه في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لما اتهم الغرب الدول الشيوعية بغسيل عقول الشباب وتحويلهم الى شيوعيين، من خلال سلسلة من الاجراءات.
وعملية غسيل الدماغ تعني ان يتعرض العقل الانساني الى مرحلتين، الاولى هي المسح (الغسيل)، والثانية هي الكتابة او الزرع، وهذه العمليات تتطلب عدة ادوات ووسائل ، من خلال افراغ الدماغ وتهيئته للعملية الثانية، أي للكتابة واعادة التعبئة.
أما عن تلك الادوات فهي كثيرة، منها ما هو عنيف أو صلب، مثل الحرب والغزو والاسر ، ومنها ما هو لطيف أو ناعم، لكنه يفعل فعله في الضحية من دون ان تنتبه الى ذلك.
وإذا أردنا أن نقيس عملية غسيل الدماغ التي تعرض لها الشعب العراقي بعد عام 2003، فسنجد بأنها كبيرة ومتعددة، من حيث الجهات التي وقفت وراء هذه العملية، ومن حيث الأدوات التي استخدمت في ذلك، وأيضا من حيث الانعكاسات التي ترتبت على هذه العمليات . ويمكننا ان نقسم الموضوع الى الآتي:
اولا – عمليات غسيل الدماغ الصلبة أو العنيفة :
1 - وهذه العمليات تمت من خلال الاحتلال العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية عام 2003، لما تم الخلط بين الدولة والنظام السياسي، فصار كره النظام السابق يعني كره الدولة ومؤسساتها، الأمر الذي ادى الى تدمير الكثير من تلك المؤسسات.
2 - ومن صوره أيضا، عملية زرع الطائفية والتفرقة بقوة السلاح عبر الارهاب والعصابات المنظمة، ما ادى الى مسح صور الوطنية والتعايش السلمي، وزرع بمكانها صورة الدفاع عن المذهب والقومية والمنطقة.
ثانيا – عملية غسيل الدماغ الناعمة:
هذه العملية تتم عن طريق زرع الافكار والقيم الهدامة والمخربة لعقول الرأي العام، عن طريق وسائل متعددة، مثل وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن امثلتها:
1 – نبش التاريخ الاسلامي والتركيز على الاختلافات فيه، والاكثار من ترديدها ونشرها، حتى تزرع في عقلية المواطن، ويتصورها امامه وكأنها تحدث الآن، فتتولد التشققات المجتمعية.
2 – زرع اليأس في نفوس الناس من امكانية التغيير أو الاصلاح السياسي والاقتصادي والامني، فنجد ان الكثير من المواطنين صاروا يرددون، ان الامور منتهية وان لا حياة ولا مستقبل في البلاد، والهجرة أو استغلال الاوضاع بشكل سلبي افضل من انتظار اصلاحها.
3 - اقناع النخبة السياسية، بأنها نخبة فاسدة وفاشلة، ولا يمكنها ان تقود بلد مثل العراق، ولابد لها من ان تعلن استسلامها أو ان تستغل مكانتها ومناصبها للمنفعة الشخصية، لأن التغيير نحو الاحسن معدوم.
اذن، العراق واقع تحت تأثيرات هجمة كبيرة لغسيل الدماغ، لذلك ينبغي أن تنتبه الدولة لها وتعمل على توعية الشعب والنخبة الحاكمة من مخاطرها.
غسيلُ الدماغ من المصطلحات والتعابير الحديثة نسبيا، إذ ازداد التركيز عليه في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لما اتهم الغرب الدول الشيوعية بغسيل عقول الشباب وتحويلهم الى شيوعيين، من خلال سلسلة من الاجراءات.
وعملية غسيل الدماغ تعني ان يتعرض العقل الانساني الى مرحلتين، الاولى هي المسح (الغسيل)، والثانية هي الكتابة او الزرع، وهذه العمليات تتطلب عدة ادوات ووسائل ، من خلال افراغ الدماغ وتهيئته للعملية الثانية، أي للكتابة واعادة التعبئة.
أما عن تلك الادوات فهي كثيرة، منها ما هو عنيف أو صلب، مثل الحرب والغزو والاسر ، ومنها ما هو لطيف أو ناعم، لكنه يفعل فعله في الضحية من دون ان تنتبه الى ذلك.
وإذا أردنا أن نقيس عملية غسيل الدماغ التي تعرض لها الشعب العراقي بعد عام 2003، فسنجد بأنها كبيرة ومتعددة، من حيث الجهات التي وقفت وراء هذه العملية، ومن حيث الأدوات التي استخدمت في ذلك، وأيضا من حيث الانعكاسات التي ترتبت على هذه العمليات . ويمكننا ان نقسم الموضوع الى الآتي:
اولا – عمليات غسيل الدماغ الصلبة أو العنيفة :
1 - وهذه العمليات تمت من خلال الاحتلال العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية عام 2003، لما تم الخلط بين الدولة والنظام السياسي، فصار كره النظام السابق يعني كره الدولة ومؤسساتها، الأمر الذي ادى الى تدمير الكثير من تلك المؤسسات.
2 - ومن صوره أيضا، عملية زرع الطائفية والتفرقة بقوة السلاح عبر الارهاب والعصابات المنظمة، ما ادى الى مسح صور الوطنية والتعايش السلمي، وزرع بمكانها صورة الدفاع عن المذهب والقومية والمنطقة.
ثانيا – عملية غسيل الدماغ الناعمة:
هذه العملية تتم عن طريق زرع الافكار والقيم الهدامة والمخربة لعقول الرأي العام، عن طريق وسائل متعددة، مثل وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن امثلتها:
1 – نبش التاريخ الاسلامي والتركيز على الاختلافات فيه، والاكثار من ترديدها ونشرها، حتى تزرع في عقلية المواطن، ويتصورها امامه وكأنها تحدث الآن، فتتولد التشققات المجتمعية.
2 – زرع اليأس في نفوس الناس من امكانية التغيير أو الاصلاح السياسي والاقتصادي والامني، فنجد ان الكثير من المواطنين صاروا يرددون، ان الامور منتهية وان لا حياة ولا مستقبل في البلاد، والهجرة أو استغلال الاوضاع بشكل سلبي افضل من انتظار اصلاحها.
3 - اقناع النخبة السياسية، بأنها نخبة فاسدة وفاشلة، ولا يمكنها ان تقود بلد مثل العراق، ولابد لها من ان تعلن استسلامها أو ان تستغل مكانتها ومناصبها للمنفعة الشخصية، لأن التغيير نحو الاحسن معدوم.
اذن، العراق واقع تحت تأثيرات هجمة كبيرة لغسيل الدماغ، لذلك ينبغي أن تنتبه الدولة لها وتعمل على توعية الشعب والنخبة الحاكمة من مخاطرها.