الخميس 26 جمادى الآخرة 1447هـ 18 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
منصة سويدية تثير الجدل.. ذكاء اصطناعي "يتصرّف كمخمور أو متعاطٍ"
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 18
0

أطلق مخرج إبداعي سويدي مشروعًا تقنيًا مثيرًا للجدل، يتيح للمستخدمين تعديل أسلوب تفاعل روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بحيث تبدو ردودها وكأنها صادرة عن شخص تحت تأثير مواد مخدرة مثل القنب أو الكوكايين.

المشروع، الذي يحمل اسم Pharmaicy، يعمل كمنصة رقمية تبيع إضافات برمجية مصممة لمحاكاة التأثيرات السلوكية والنفسية لبعض المواد المخدرة، ويمكن دمجها مع نماذج لغوية كبيرة مثل شات جي بي تي، بهدف تغيير نبرة الردود وطريقة التفكير الظاهري للنموذج، من دون إعادة تدريبه أو تعديل بنيته الأساسية.

مؤسس المنصة، بيتر رودوال، أوضح أن الفكرة انطلقت كتجربة مفاهيمية بحتة، وليست مبنية على افتراض امتلاك الذكاء الاصطناعي وعيًا أو شعورًا، بحسب تقرير نشره موقع WIRED. واعتمد رودوال في تطوير الإضافات على جمع شهادات وتجارب بشرية حول تعاطي المخدرات، إلى جانب أبحاث نفسية تناولت تأثير مواد مثل القنب، والكيتامين، والكوكايين، والآياهواسكا، والكحول.

وجرى تحويل هذه الأنماط السلوكية إلى وحدات برمجية تؤثر في منطق الاستجابة ونبرتها، فتجعلها أكثر عاطفية أو تحررًا أو تفككًا ذهنيًا، تبعًا لنوع الإضافة المختارة.

آلية العمل

تتطلب المنصة امتلاك نسخة مدفوعة من شات جي بي تي أو أدوات مشابهة تسمح بتحميل ملفات إلى النظام الخلفي. وبمجرد إضافة الوحدة البرمجية، يتم تعديل أسلوب استجابة النموذج بشكل مؤقت، من دون إحداث أي تغيير دائم في النظام الأساسي.

وقال أندريه فريسك، مدير التكنولوجيا في شركة علاقات عامة سويدية، إنه دفع أكثر من 25 دولارًا لتجربة إضافة تحاكي «التفكك الذهني»، موضحًا أن الردود بدت أكثر قربًا من المشاعر الإنسانية. كما أشارت نينا أمجادي، المتخصصة في تعليم الذكاء الاصطناعي، إلى أن تجربتها مع إضافة مستوحاة من الآياهواسكا ساعدتها على توليد أفكار أعمال أكثر انسيابية وخارج الإطار التقليدي.

الإبداع وحدود المحاكاة

ويربط رودوال مشروعه بالإرث الثقافي الذي طالما ربط بين المخدرات وحالات الإبداع لدى الفنانين والموسيقيين، مؤكدًا أنه أراد اختبار إمكانية محاكاة هذا التأثير على «عقل مختلف» يتمثل في النماذج اللغوية.

في المقابل، حذّر باحثون وأكاديميون من إسقاط تفسيرات مبالغ بها على هذه التجارب، مشددين على أن ما يحدث لا يتعدى كونه محاكاة لغوية لأنماط سلوكية، وليس تجربة شعورية حقيقية، إذ إن الذكاء الاصطناعي لا يشعر ولا يمر بحالات وعي، بل يولد ردودًا مبنية على توجيهات بشرية وبيانات سابقة.

ومع اتساع النقاشات حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحدود التجريب فيه، تبرز منصات مثل Pharmaicy كمثال جديد على مدى قابلية سلوك النماذج الذكية للتشكيل برمجيًا، من دون أن يعني ذلك اقترابها من الوعي أو التجربة الإنسانية الفعلية. 

المحرر: حسين هادي



التعليقات