كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن حالة قلق في الأوساط الإسرائيلية من احتمال أن يفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنازلات على إسرائيل، تدفعها للانسحاب من مناطق في جنوب سوريا، بما في ذلك قمة جبل الشيخ الاستراتيجية.
وأوضحت الصحيفة أن الجرافات والآليات العسكرية الإسرائيلية تعمل حالياً على تعزيز وترميم موقعين عسكريين إسرائيليين في قمة جبل الشيخ، استعداداً لفصل الشتاء، في إشارة إلى نية البقاء لفترة ليست قصيرة.
وجاء هذا القلق في أعقاب اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس ترامب في البيت الأبيض، مما يشير إلى احتمالية تغير في المواقف.
وأفادت التقارير بأن المحادثات المباشرة بين ممثلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وممثلي الشرع لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة.
ويهدف الجانب الإسرائيلي من هذه المفاوضات إلى التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار، ليحل محل الاتفاق القديم الذي كان سارياً منذ عام 1974.
وأكد مسؤولون أن المحادثات لا تتعلق باتفاق سلام أو تطبيع، لكنهم يخشون من أن يكون أي اتفاق لوقف إطلاق النار إذا فرضه ترامب مشابهاً للاتفاق مع "حماس" الذي أبقاها في السلطة في غزة.
ويحث مسؤولون إسرائيليون نتنياهو على الحفاظ على السيطرة على قمة جبل الشيخ، نظراً لأهميتها الاستراتيجية لأمن شمال إسرائيل، حيث تتيح مراقبة تحركات القوات السورية في قاعدة بالجولان، والتحكم في طرق تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان.
وتحتفظ إسرائيل بثمانية مواقع عسكرية في هضبة الجولان السورية، تمت تطويرهما لتحسين الظروف العملياتية للجنود.
وتناقش إسرائيل انسحاباً محتملاً من بعض هذه المواقع مقابل اتفاق يضمن لها حرية العمل ضد التهديدات الإيرانية وحزب الله.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن بلاده لن تتنازل عن قمة جبل الشيخ، لكن القرار النهائي، كما تشير التقديرات قد يتأثر بشكل كبير بمواقف واشنطن وأنقرة، خاصة مع التقارب الملحوظ بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعمل كقناة اتصال بين دمشق وواشنطن.
المحرر: عمار الكاتب