شدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية على استعداد بلاده لمواجهة أي تصعيد محتمل، مؤكداً أن خصوم طهران تلقوا درساً قاسياً لن ينسوه، وذلك خلال كلمة ألقاها في مراسم تخريج دفعة جديدة من الضباط العسكريين.
وقال العميد عبد الرحيم موسوي، اليوم الإثنين، إن "الخصوم تلقوا ضربة قوية"، مضيفاً أنه "من غير المرجح أن يغامروا مرة أخرى بالأمر نفسه إن كانوا عقلاء"، مع تأكيده في الوقت ذاته أن "القوات المسلحة مستعدة بالكامل لأي طارئ، لكنها ليست طرفًا يدعو للحرب".
وأكد موسوي خلال مراسم تخرج دفعة من طلاب الكليات العسكرية بجامعة الإمام علي، والتي حضرها عدد من كبار القادة العسكريين ووزير الدفاع، أن "اليوم حتى أشد المتشائمين باتوا يقرّون بأن موقف الثورة الإسلامية كان موقفًا حقًا ومبنيًا على مبادئ"، واصفاً موقف إيران في الدفاع عن المظلومين بأنه "اختيار صائب وتاريخي، وأن المواجهة مع الجبروت تعكس حكمةً وعزةً واستقلالًا".
واستعرض رئيس الأركان نتائج ما أسماها "عمليات طوفان الأقصى وتبعاتها الإقليمية"، مشيراً إلى أن العدوان الإعلامي والدعائي الذي مارسته قوى المعسكر المعادي أدى إلى كشف "الوجه الحقيقي" لتلك الأطراف أمام الرأي العام العالمي، معتبراً أن "القضية الفلسطينية عادت لتتصدّر المشهد الدولي بعد أن كانت على وشك النسيان".
وحذّر العميد موسوي من "حرب معرفية تشنها أعداء إيران عبر نشر الشائعات والتضليل وخلق روايات ملفقة، بغية ضرب التماسك الوطني وتخفيف ثقة الناس بالقوات المسلحة"، داعياً "الإعلام والنخب والجامعات إلى مواجهة هذه الحملات بالشرح والتحليل والوعي، لأن ساحة الحرب اليوم ليست فقط ساحة أسلحة، بل ساحة معاني وروايات".
وفيما يتعلق بالجاهزية العسكرية، أوضح موسوي أن "القوات المسلحة مطالَبة بالحفاظ على أعلى مستويات التأهب، والارتقاء بقدراتها يومًا بعد يوم"، مؤكداً أن "الصمود الشعبي، والقيادة الحكيمة، والنزاهة في الأجهزة العسكرية، هي التي مكنت البلاد من توجيه صفعة لن تنسى للعدو".
وحول احتمالية تكرار العدوان، أكد رئيس الأركان الإيراني أن طهران "تراقب تحرّكات الأعداء بدقة"، وأنها "لا تسعى للحرب، لكنها مستعدّة لها"، مضيفاً: "ندرك قواعد وقف الاشتباك، ولسنا بصدد أي خطوة حاليًا، لكن ردّنا هذه المرة سيكون مختلفًا تمامًا إذا استدعى الأمر".
المحرر: حسين صباح