علي الحليُّ شاعرٌ بع-ثيٌّ، كان من أوائل المثقفين الذين روَّجوا للب-عث، وكتبوا فيه شعرا، وكي يعوّض عن نقصه - باعتباره شيعيَّاً وسيداً من النَّجف الأشرف - بالَغ في مديحه البعث والبعثيين حتى قال:
آمنتُ بالبعثِ ربَّاً لا شريك له *** وبالعروبةِ ديناً ماله ثانِ
ورغم هذا الإغراق في المديح، تمَّ طرده من أسوار البعث،
رعد بندر، شاعرٌ نجفيٌّ آخر، يعيش الآن خارج العراق ويكتب في وسائل التواصل عن "العراق الجديد" الذي يعيش الظلم والقهر والعذاب، كان يقول وهو يقفُ أمام الطاغية على المنصَّة : لي الشرفُ - كلّ الشرف - أن شعري بين يديك - .
وقال ذات مرَّة من قصيدةٍ له: عذراً عليٌّ! فالفتى صدَّام!
إذن كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - مشتبهاً - واستغفر الله - حين قال: لا فتى إلَّا عليّ.
ثمَّ ماذا؟
ثمَّ جاء بعض الشعراء في عهد العراق الجديد وهاموا في وادٍ آخرَ، وادٍ غريبٍ عن المفاهيم الدينيَّة كغربة شعر علي الحلي ورعد بندر عن المفاهيم الإسلاميَّة.
لا يختلف الشاعر الذي يُمجّد بالبوذيَّة الكافرة عن الشاعر الذي يمدح الب-عث الصليبيّ، ولا يتمُّ غربلة الشعراء إلَّا عن طريق رفض المؤمنين بصورةٍ جماعيَّةٍ لهم، وذلك صنيع أهل الفضل والعلم بأن يُروّجوا للشعراء والخطباء والرواديد المُلتزمين بحدود الكلمة المسؤولة، وضوابط الإيقاع اللَّحنيّ الوقور،
وإلَّا سيخرج لنا ألف علي الحلي ورعد بندر ولكن من تحت عباءة القصيدة الحسينيَّة.