في بدرٍ الكبرى كان الإمام عليٌّ – عليه السلام – من جنود النّبي – صلى الله عليه وآله –، وأنعم به وأكرِم فهو – سلام الله عليه – وحده كتيبةٌ وكان الملائكة المُردفون من ضمن هذا الجيش وأمثال سلمان وأبي ذر وعمَّار ممن قلّ نظيرهم فيه.
[اشترك]
ورغم عظمة هذا الجيش ولكن لم يستغنوا عن دعاء النبي – صلى الله عليه وآله – وهو يدعو الله قائلاً: اللَّهمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني، اللَّهمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذهِ العِصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ، فلا تُعْبَدُ في الأرضِ أبدًا.
لقد كان دعاؤه – صلى الله عليه وآله – بمثابة الجزء الأخير المكمّل لسلسلة علل النَّصر على المشركين، فلولاه لم يكن من نصر.
وكانت بدرٌ حدَّاً فاصلاً بين حياة الإسلام أو موته.
معركة اليوم لا أقارنها بمعركة بدرٍ، ولا رجالها برجال تلك، ولكن لها وجه شبهٍ بتلك المعركة من جهة أنها صارت معركة وجودٍ واجتثاث، بمعنى لو خسرها المؤمنون – لا سمح الله – فالكيان الشيعي في المنطقة سيتلقَّى ضربةً قويةً جداً – لا سمح الله – على مستوى وجوده السياسي والثقافي والعسكري والاقتصادي.
اذن التعويل على دعاء الإمام المهدي – عليه السلام – لنصر المؤمنين في منازلةٍ غير متكافئةٍ عدَّةً وعددا.
متى ما نظر إليهم وإلينا بعين رحمته ونصره فالنَّصر – إن شاء الله قريب – وبعين الله تعالى تلك الدّماء الزاكية المسفوكة، وأولئك الجرحى وما جرى على أهلينا المؤمنين هناك من تهجيرٍ وتشريد.
اللهم نسألك العفو والعافية من كلّ قصورٍ وتقصير، والنَّصر المؤزَّر عاجلاً غير آجل.