في زيارة أبي الفضل العبَّاس - عليه السلام - التي رواها أبو حمزةَ الثُّماليُّ عن الإمام الصَّادق - عليه السَّلام - وردتْ هذه الجملة: "اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ"
هذا مقال إمامٍ معصومٍ لا ينطق عن الهوى، وصف أبا الفضل - عليه السلام - بالعبد الصالح، وهذا مقامٌ عظيم لا يتأتَّى لأحدٍ إلَّا بالدُّعاء.
وحتى نتعرَّف على عظمة هذا المقام تعال نسمع ما قال خليل الله إبراهيم - عليه السَّلام - في دعائه: "رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" الشعراء 83 وكان من دعاء نبيِّ الله يوسف - عليه السَّلام - أيضاً :
"رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" يوسف101
ولعلَّ عظمة موقف أبي الفضل - عليه السلام - وشهادته في عاشوراء جعلته يطوي مراحل المقامات طوياً سريعاَ حتى وصل إلى هذا المقام الذي يتمناه الأنبياء - عليهم السلام – كما حدَّثنا بذلك القرآنُ الكريم.