الجمعة 29 ذو الحِجّة 1445هـ 5 يوليو 2024
موقع كلمة الإخباري
الأربعون حديثاً: سؤال وجواب .. وذكريات كتاب!
إيليا إمامي
* شخص مبتلى بمعصية ، ويريد كتاب يتحدث عن عذاب الله تعالى وانتقامه ، ليصده عن المعصية ، ويرى أن هذا هو الحل الأمثل لصده عن المعصية .
2024 / 06 / 24
0

أحد الإخوة المتابعين أرسل لي هذا السؤال وأحببت مشاركتكم الجواب : 

* شخص مبتلى بمعصية ، ويريد كتاب يتحدث عن عذاب الله تعالى وانتقامه ، ليصده عن المعصية ، ويرى أن هذا هو الحل الأمثل لصده عن المعصية .

* ليقرأ كتاب ( الأربعون حديثاً ) للإمام الخميني قدس سره 

ولاحظ أن الأمل بالله يساعد الإنسان على ترك المعاصي

بقدر ما يساعده الخوف من الله  .

ولكل شخص جانبه الغالب على طبعه .. بعضهم يغلب عليه الخوف أكثر وبعضهم الرجاء أكثر .

والمؤمن بين خوف ورجاء كما ورد في كلام أل البيت عليهم السلام .

وقد أبدع السيد الخميني في شرح كلا الجانبين .

أضيف هنا لجواب الأخ .. بعض ذكرياتي مع هذا الكتاب وانطباعي عنه : 

* سنة 1999 كان هناك شخصان إسمهما ( علاء ) يبيعان الكتب في محافظتين مختلفتين ولا أحد منها يعرف الآخر .. وكل منهما واعدني بالكتاب .. فكنت أبيع ما أحصل عليه من علاجات حكومية لمرضي المزمن وأجمع الأموال وأذهب لشراء الكتاب .. وفي يوم استلامه لا يحضره .

وفي المرة الاخيرة كنت في النجف .. و خرجت حزيناً جداً لفقد الكتاب واحتمال إنفاق الأربعة آلاف دينار التي بحوزتي  بدون فائدة .. وفي الطريق مررت على مكتبة أخرى في سوق الحويش .. فرأيت بالصدفة كتاباً عنوانه ( كتاب الأحاديث للسيد أبو أحمد الموسوي ) وعندما تصفحته فوجئت بأنه المنشود .. وقد تلاعبوا بالعنوان خوفاً من الأمن الصدامي ومداهماته لكل مكان .

* قال البائع أن سعره ستة آلاف دينار .. فحجزته لعشرة أيام .. حتى ألتقي بوالدي جزاه الله عني خير الجزاء وأطلب منه ثلاثة آلاف إضافية .

وهكذا أعطاني المبلغ ( ولو كان يعلم أنه لهذا الكتاب لمنعني خوفاً على حياتي ) 

* أخذت الكتاب وسافرت راجعاً الى البيت بسيارة كوستر .. فأوقفتنا سيطرة للحزب والشرطة وصعد الشرطي والرفيق ليفتشا الركاب .. فاضطربت ولم أعرف ماذا أصنع .. ولاحظ ذلك ولد صغير عمره 10 سنوات .. فقفز من مقعده وأخذ الكتاب مني ورفع عباءة والدته ووضعه تحتها .. من دون أن يلاحظ أحد .

* هذا الطفل الذي أراه منذ 20 سنة .. عمره الآن 31 سنة .. ويدير مطعماً جيداً .. وكلما مررت عليه توقفت وسلمت وتحدثت معه .. فيجاملني بدعوة للغداء معها ابتسامة حائرة .. وهو لايعرف حتى الآن من أنا ولماذا اتوقف للسلام عليه ثم الذهاب .

ولا أتصور أنه من القراء المهتمين ليصله هذا المنشور ويتذكر الموقف ويدرك كيف أنقذني وكم أنا ممتن له.

* وصل الكتاب بشق الأنفس الى البيت .. فبدأت المطالعة .. ومع كل سطر أكمله ينتابني شعور بالنشوة حتى عشت للمرة الأولى قول الشيخ الطوسي قدس سره ( أين أبناء الملوك من هذه اللذات ) 

لقد كتب السيد الخميني كتابه هذا بروحه وقلبه قبل قلمه .. وما أن تقبل عليه بعطش معنوي .. حتى تشعر بأنك تشرب العسل والزعفران .. على شكل مطالب الأخلاق والعرفان .

* أنهيت قرائته في 48 ساعة ثم رجعت أتصفح من جديد .. وبعد أسبوع لم أصبر على كتمه .. فأعطيته لصديقي وأخي الروحي  .. وأخذه معه الى مدرسته .. وكاد أمره أن ينكشف والكتاب معه من قبل المدرس ( البعثي ) لولا لطف الله . 

* بعدها بأيام قررت السفر الى النجف .. وحملت الكتاب معي في  حقيبة الملابس .. وبينما كنت أسير في الشارع متجهاً للكراج .. صادف مرور ضابط الأمن ملازم أول ..... ولفت انتباهه هذا الشاب الملتحي الذي يحمل حقيبة على ظهره في أيام التعطيل الاكاديمي .

عرفته من بعيد وتظاهرت أني لم أره وأكملت طريقي  ( حيث الواقع ليس كالأفلام .. فلا يمكنك الركض فحسب ) وعندها صاح من خلفي .. فتجاهلته .. فارسل عناصره وأحاطوا بي بلمح البصر .. وأحضروني إليه .. وبدأ فصل من التحقيق إنتهى بي في مديرية الأمن . 

لم يدم الامر طويلاً حتى خرجت بحمد الله .. ولكن للحديث تفاصيل كثيرة وقد أضطر لكشف بعض الهويات والأسماء وإلا فقدت القصة معناها .

فالأفضل أن لا أزعجكم أكثر .. وأكتفي بهذه الخواطر عن كتاب ( الأربعون حديثاً ) والسيد روح الله الخميني قدست نفسه .

وشكراً لبقائكم ومطالعتكم

التعليقات