إن موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الايجابي من دعوته يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: جمع القرآن
حين بدأ نزول القرآن شرع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتدوينه، حيث كان يملي الآيات النازلة على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيكتبها بخطه:
قال الإمام علي (عليه السلام) في هذا الشأن: " فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي " (١).
واستمرت عملية جمع القرآن في السطور حتى آخر آية نزلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبتدوين آخر آية كان القرآن مجموعا في كتاب واحد، وقد كان الصحابة يدونون بعض السور ولكنه كان تدوينا ناقصا مقارنة بهذا التدوين.
إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قيامه بهذا العمل يكون قد وضع أول الضمانات لحفظ دعوته من الضياع والنسيان، ولكن هذا ليس كافيا ولا يستطيع الناس معرفة الإسلام من خلال القرآن وحده، لهذا قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بخطوة أخرى.
المرحلة الثانية: تدوين السنة
السنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وقد شرع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتدوينها تزامنا مع جمع القرآن، وكان تدوين السنة عملا مشتركا بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، حيث كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يملي وعلي (عليه السلام) يكتب، وبوفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت السنة مجموعة في كتاب أو عدة كتب وقد أودعها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته (عليهم السلام) فكانت عند علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قالت أم سلمة: " دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأديم وعلي بن أبي طالب عنده، فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه " (2).
وعرف الكتاب الذي يحوي السنة بالجامعة أو صحيفة علي (عليه السلام):
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) (3) لأحد أصحابه وهو أبو نصير: " يا أبا محمد وإن عندنا (الجامعة) وما يدريهم ما الجامعة!
قال: قلت جعلت فداك، وما الجامعة؟
قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإملائه من فلق فيه، وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام، وكل شئ يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش " (4).
وهذا الكتاب الذي عرف بالجامعة من أكبر الكتب التي كانت بحوزة آل البيت (عليهم السلام) (5).
ونقل عنها غير واحد من علماء أهل السنة أمثال:
l ابن سعد في آخر كتابه الجامع.
l البخاري، ذكرها في ثمانية مواضع من (الصحيح)، ورواها بثمان طرق.
l الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب، جمع ما نقل عنها في كتاب مستقل عنونه ب (صحيفة علي بن أبي طالب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دراسة توثيقية فقهية " (6).
وبالرغم من ذكر الكتب السنية لصحيفة علي (عليه السلام) إلا أنها لم تعطها حقها من البيان، بل قد يكون هذا البيان اليسير لصحيفة علي (عليه السلام) فيه ظلم وتزوير لأسباب سياسية وأخرى مذهبية، ولنأخذ هذه الرواية التي رواها البخاري ونقف عندها قليلا:
أخرج البخاري عن أبي جحيفة، قال: " قلت لعلي (عليه السلام): هل عندكم كتاب؟
قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل، أو ما في هذه الصحيفة.
قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟
قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر " (7).
يفهم من هذه الرواية وروايات أخرى لم نذكرها (8) أنه كان هناك تساؤل يدور بين الناس حول أهمية وحقيقة امتلاك آل البيت (عليهم السلام) كتابا خاصا أم لا، مما دعا أبا جحيفة أن يسأل عليا (عليه السلام): " هل عندكم كتاب؟ " وأجابه الإمام أنه عندهم صحيفة فضلا عن كتاب الله.
وقد وصفت الرواية الصحيفة بشكل فيه امتهان وتنقيص لأمير المؤمنين (عليه السلام).
فلماذا يحمل علي (عليه السلام) صحيفة فيها هذه المسائل الثلاث؟ وما الحكمة من ذلك؟ والواقع أنه كانت عنده (عليه السلام) صحيفة كبيرة.
وفي أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) وصف دقيق لهذه الصحيفة:
روى أبو الحسن ابن بابويه، بسنده، عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام): أكتب ما أملي عليك.
فقال: يا نبي الله، وتخاف على النسيان؟
فقال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن، أكتب لشركائك.
قال: قلت: ومن شركائي، يا نبي الله؟
قال: الأئمة من ولدك... " (9).
وعن عذافر الصيرفي، قال: " كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر (10) (عليه السلام) فجعل يسأله، وكان أبو جعفر (عليه السلام) له مكرما، فاختلفا في شئ.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): يا بني قم فأخرج كتاب علي (عليه السلام)، فأخرج كتابا مدروجا عظيما، ففتحه، وجعل ينظر حتى أخرج المسألة.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): هذا خط علي (عليه السلام) وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأقبل على الحكم، وقال: يا أبا محمد اذهب أنت وسلمه وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل إليهم جبريل (عليه السلام) " (11).
قالت أم سلمة: " دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأديم وعلي بن أبي طالب عنده، فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه " (12).
وبتدوين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لسنته يكون قد وضع الضمان الثاني لحفظ دعوته، ولكن جمع القرآن وتدوين السنة لا يكفي لحفظ الدعوة، فترك القرآن والسنة بأيدي الأمة مدعاة للاختلاف والفرقة، فالأمة لا تستطيع بيان القرآن والسنة وتوضيح دلالتهما بيانا قائما على الجزم واليقين، وحديث " اختلاف أمتي رحمة " الذي قد يحتج علينا البعض فيه حديث كما يقول الألباني لا أصل له، فقد قال فيه: " لا أصل له، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا... ".
ونقل المناوي عن السبكي أنه قال: " وليس بمعروف عند المحدثين، ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف " وأقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي (ق ٩٢ / ٢) " (13)، وقال فيه ابن حزم: " باطل مكذوب " (14).
فكما أن حكم الله كان واحدا في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكذا يجب أن يكون فبعد مماته، وكما أن الناس كانوا يرجعون لشخص النبي لحل مشاكلهم ومسائلهم الدينية فكذا يجب أن يخلف النبي من ينوب عنه ويقوم بمهامه - ما عدا الوحي - ويرجع الناس إليه ويبقى حكم الله واحدا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف اتخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطوة ثالثة.
المرحلة الثالثة: إعلان مرجعية آل البيت (عليهم السلام) كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يشعر بدنو أجله وأحس المسلمون بذلك في حجة الوداع، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم أن الكتاب والسنة دون مبين لهما غير كافيين لمواصلة المسيرة المباركة التي ابتدأها، لذلك أعلن في حجة الوداع على مرأى ومسمع الألوف من الحجاج مرجعية أهل البيت (15) (عليهم السلام) الفكرية والسياسية (16).
وقد نقل لنا مسلم هذه الوصية التاريخية في صحيحه وبعدة طرق: قال زيد بن أرقم - أحد رواة الحديث -: " قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال:
أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به "، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: " وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " (17).
وفي صحيح الترمذي ومستدرك الحاكم - وصححه -: " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفونني فيهما " (18).
ولقد روى هذا الحديث عن النبي خمسة وثلاثون صحابيا (19)، وصححه كثير من علماء الحديث، منهم: الحاكم في المستدرك، الذهبي في تلخيص المستدرك، الهيثمي في مجمع الزوائد، وابن كثير في تاريخه، والسيوطي في الجامع الصغير (20)، وابن تيمية ذكره في منهاج السنة عدة مرات، وصححه من المعاصرين الألباني المحدث السلفي (21)، والمحدث الأشعري الحسن السقاف (22).
وبالرغم من أن الحديث صريح في وجوب اتباع الثقلين معا الكتاب وأهل البيت (عليهم السلام)، إلا أن البعض - كابن تيمية - شكك فيه وعندما اصطدم برواية مسلم قال:
" الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قاله!! فليس فيه إلا الوصية باتباع الكتاب، وهو لم يأمر باتباع العترة، ولكن قال: " أذكركم الله في أهل بيتي " (23).
ومن الطبيعي إن الذي يعتصر مخيلته ليصرف أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل بيته (عليهم السلام) عن معانيها يقع في هذه المطبات، فإذا كان الأمر مجرد تذكير، فلماذا يقرنهم بالقرآن فيقول: " إني تارك فيكم الثقلين " و " لن يفترقا " و " حتى يردا ".
وقد أسعفنا الألباني برواية صححها، ترد على ابن تيمية وكل من كرر كلامه، فعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " (24).
أما حديث " كتاب الله وسنتي " فهو غير صحيح، فقد قال فيه أحمد سعد حمدون: " سنده ضعيف " فيه " صالح بن موسى الطلحي "، قال فيه الذهبي:
ضعيف، وقال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك " (25).
وذهب الحسن السقاف - وهو المحدث الخبير - إلى أن لفظ " وسنتي " موضوع (26).
أما في مصادر الحديث، فقد ورد في موطأ مالك بدون سند (27)، ورواه الحاكم في مستدركه (28) بسندين أحدهما فيه ابن أبي أويس وهو ضعيف (29) والآخر فيه صالح بن موسى الطلحي وهو مجروح (30).
ورواه البيهقي (31) بإسنادين، واحد: فيه ابن أبي أويس، والثاني: فيه صالح بن موسى الطلحي، وقد عرفت حالهما، ووصل ابن عبد البر في التمهيد (32) حديث الموطأ من حديث كثير بن عبد الله وهو مجمع على ضعفه فلا يحتج بحديثه.
وهكذا اتضح الحق مبينا لكل ذي بصيرة لم ينخرها العناد بالفساد.
حديث السفينة ونصه: " مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ".
روى هذا الحديث ثمانية من الصحابة، وصححه كل من: الحاكم في مستدركه، والسيوطي في نهاية الإفصال في تشريف الآل (33)، والطيبي في شرح المشكاة، وابن حجر الشافعي حيث قال: " جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا... " (34) الحديث.
وصححه محمد بن يوسف المالكي المعروف بالكافي حيث قال بعد كلام له: " ويدلك على ذلك: الحديث المشهور المتفق على نقله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " (35).
وقد روى هذا الحديث حتى القرن الرابع عشر أكثر من مائة وخمسين عالما من علماء أهل السنة (36).
ودلالة الحديث لا تخفى على أحد في وجوب اتباع أهل البيت (عليهم السلام) لتحصيل النجاة.
حديث الأمان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس " (37).
وهذا الحديث صريح في أن أهل البيت (عليهم السلام) أمان الأمة من الاختلاف.
نصوص قرآنية قال تعالى: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾ (38).
وحبل الله فسرته الروايات بآل البيت (عليهم السلام) (39).
وقد أمر الله الأمة بسؤال أهل الذكر، قال تعالى: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ (40) وهم آل البيت (عليهم السلام) (41).
وهم الصادقون الذين أمرنا الله بأن نكون معهم: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ (42) (43).
وقد وصف الله اتباع هذا الخط بخير البرية فحينما نزل قول الله تعالى:
﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية﴾ (44) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي هم أنت وشيعتك " (45).
مقارنة بين النظريتين:
سبق لنا إثبات بطلان النظرية الأولى التي تزعم بترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للقرآن محفوظا في صدور الصحابة وفي بعض الصحف، ونهيه عن تدوين السنة، أو قل تركها بلا جمع، لمن يذهب إلى أن حديث النهي قد نسخ.
فلا يمكننا أن نتصور صدور هذا من نبي الله، لأننا نروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " (46).
ونفهم من هذا النص أن المحجة البيضاء كانت موجودة بالفعل وقت قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لهذا النص، قبل أن يشير عمر على أبي بكر بجمع القرآن، وقبل أن يأمر عمر بن عبد العزيز ابن حزم بجمع الحديث.
والمحجة البيضاء التي تركهم (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها هي اتباع آل البيت (عليهم السلام) وأخذ الإسلام منهم، لأنهم أعرف من غيرهم بالكتاب والسنة.
ولو دققنا النظر في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " تركتكم على المحجة البيضاء... " وقوله: " تركت فيكم... كتاب الله وعترتي " تتضح ملاحظة التوافق بينهما، وأن حديث الثقلين يبين المقصود بالمحجة البيضاء، ففي كلا الحديثين يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " تركت... ".
ويستحيل أن يترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس على طريقين مختلفين، فالمحجة البيضاء هي اتباع الكتاب والعترة!
وانظر إلى آخر حديث المحجة: " لا يزيغ عنها إلا هالك " وآخر حديث السفينة: " ومن تخلف عنها هلك "، فكلمتي " هالك " و " هلك " في الحديثين تبينان المقصود بالمحجة البيضاء، وهي ركوب سفينة آل البيت (عليهم السلام) والنجاة بهديهم من مهلكة الضلالة، فمن لم يسر على المحجة البيضاء هالك كما أن من عدل عن سفينة آل محمد هلك!
والرواية التالية تلقي مزيدا من الضوء على المحجة البيضاء:
عن جابر قال: خط لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطا فقال: " هذا سبيل " ثم خط خططا فقال: " هذه سبل الشيطان فما منها سبيل إلا عليها شيطان يدعو الناس إليه، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة، وأهل بيتي أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) " (47).
ولو قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث المحجة مع عدم جمعه للكتاب والسنة وعدم إرجاع الناس إلى شخص ينطق بحكم الله الواقعي لكان - حاشاه - كحال أستاذ قال لتلاميذه - بعد أن أطفأ أنوار غرفة الدرس وتركها مظلمة - سأترككم في هذه الغرفة التي ظلامها كنورها ومن يرسب في الامتحان فهو هالك!
كيف سيجيب هؤلاء التلاميذ على أسئلة الامتحان وهم لا يرون أكفهم؟ ونحن مسلمي هذا القرن، كيف سنصلي، نصوم، نحج... مع عدم وجود دليل لنا؟
لقد جعل الله للانسان الحاجب والرموش لحماية عينيه وهذه من الأمور البسيطة جدا إذا ما قيست بضرورة وجود حجة لله سبحانه على خلقه يبين لهم تعاليم الإسلام، فهل يعقل أن يجعل الله لنا حاجبا ورموشا لحفظ عيوننا، ولا يضع لنا دليلا على دينه!
ولذلك لا نجد مصداقا لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " تركتكم على المحجة البيضاء... " إلا في مدرسة آل البيت (عليهم السلام).
فالكتاب والسنة مدونان، ويتجسدان في سلوك أئمة آل البيت (عليهم السلام) وأقوالهم، والإسلام حي يمارس عمليا أمام الناس، فيكون أدعى للفهم والقبول لوجود الشخصية الإسلامية النموذجية الماثلة أمامهم في الحياة اليومية.
وبهذا يعرف الناس الإسلام من هؤلاء الأئمة (عليهم السلام)، بدلا من النظر في كتب الحديث والرجال والأصول... وبدلا من أن يدب الخلاف بين أبناء الإسلام ويكفر بعضهم بعضا، وقد يقتتلون.
فترى فقيها يقول: الحكم في هذه المسألة كذا والدليل هذه الآية، وآخر يقول: بل الحكم كذا والآية نفسها تؤيدني، حتى أن الخلاف وصل بين فقهاء السنة إلى وحدة الأصول الفقهية وأصالتها، فهذا يقول بحجية القياس، وأهل الظاهر أنكروه، وأجاز مالك بن أنس الاستحسان، وقال الشافعي: " من استحسن فقد شرع "...، حتى جعلوا الإسلام حيص بيص، فكل واحد في جهة، ويقول دليلي من الكتاب والسنة.
فبدلا من هذا كله، ومن أن يصبح الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين - والذي يعبر عن حكم واقعي واحد - مذاهب وأحزابا، يعادي بعضها البعض.. هنالك مراجع جعلهم الله تعالى حججا على خلقه، أئمة هداة، لا يصعب علينا أن نأخذ الإسلام صافيا منهم، دون الخوض في الكتب المختلفة، وبعيدا عن هذه التعقيدات التي توهن المسلمين وترجعهم إلى الوراء.
يقول الأستاذ عبد الوهاب خلاف: " مما لا يعرف فيه خلاف بين جمهور المسلمين، أن الله سبحانه لم يترك الناس سدى، وأن له حكما في كل ما يحدث للمسلم من الوقائع، غير أنه سبحانه لحكمة بالغة لم ينص على كل أحكامه في مواد قانونية جامعة " (48).
لا ندري كيف اتفقت كلمة جمهور المسلمين على عدم ترك الله عباده سدى، مع ما هو موجود عندهم من ترك الله لكتابه مفرقا، ونهيه عن تدوين السنة على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعدم وضعه مرجعية تزود الناس بحاجاتهم المستجدة؟!
والعجيب قوله: " أنه سبحانه لحكمة بالغة لم ينص على كل أحكامه في مواد قانونية جامعة "!
فهل الحكمة في أن ينص الله على كل أحكامه، ليطمئن المسلم إلى حكم الله، وتستقيم تربيته التشريعية؟ أم الحكمة في ترك أحكامه للاجتهاد المبني على الظن، الذي يؤدي إلى تعدد الآراء والمذاهب والقتال والتكفير فيما بين اتباعها؟!
نعم هذه هي الحكمة التي أشار إليها الأستاذ خلاف، ولا يوجد غيرها وقد عاشها المسلمون، وما زالوا يعيشونها من تكفير لبعضهم البعض، وأنا أجزم أن انقسام هذه الأمة إلى فرق ومذاهب لم يحدث إلا بسبب إقصاء النخبة التي تمثل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مواقعهم التي خصهم الله سبحانه بها، فلو بقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيا إلى يوم القيامة مع طاعة الناس له لما حدث أي انقسام أو خلاف بينهم، وهكذا لو أطاع الناس خلفاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من آل بيته (عليهم السلام) لما تمزقت أمته (صلى الله عليه وآله وسلم) شيعا متنافرة في دينه الذي جاء ليؤلف بين قلوب الناس وليس لتشتيتهم.
أتى رجل من أهل الشام ليناظر الإمام الصادق (عليه السلام) (49) وأصحابه، فتصدى له هشام بن الحكم (50) فقال له: " يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟
فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه.
قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟
قال: أقام لهم دليلا كي لا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم.
قال: فمن هو؟
قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال هشام: فبعد رسول الله؟
قال: الكتاب والسنة.
قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا؟
قال الشامي: نعم.
قال: فلم اختلفنا أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟
فسكت الشامي.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): مالك لا تتكلم؟
قال الشامي: إن قلت: لم نختلف كذبت، وإن قلت: إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه، وإن قلت: قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنة، إلا أن لي على هذا حجة.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سله تجده مليا.
فقال الشامي: يا هذا من أنظر للخلق أربهم أم أنفسهم؟
فقال هشام: ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم.
فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم؟
قال هشام: نعم.
قال الشامي: من هو؟
قال هشام: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأما بعد النبي فعترته... " (51).
وقال هشام بن الحكم لأحد خصومه الذين ينكرون وجود مبين للإسلام:
" أتقول أن الله عدل لا يجور؟
قال: نعم هو عدل لا يجور.
قال هشام: فلو كلف الله المقعد المشي إلى المساجد والجهاد في سبيل الله، وكلف الأعمى قراءة المصحف والكتب، أتراه كان عادلا؟
قال: ما كان الله ليفعل ذلك.
قال هشام: علمت أن الله لا يفعل ذلك، ولكن على سبيل الجدل والخصومة أن لو فعل ذلك أليس كان في فعله جائرا إذا كان تكليفا لا يكون السبيل إلى إقامته وإقامة أدامه؟
قال: لو فعل ذلك لكان جائرا.
قال هشام: فأخبرني عن الله عز وجل كلف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه، ولم يقبل إلا أن يأتوا به كما كلفهم؟ فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين؟ أو كلفهم ما لا دليل لهم على وجوده، فيكون بمنزلة من كلف الأعمى قراءة المصحف والكتب والمقعد المشي إلى الجهاد والمساجد؟
فسكت خصمه ساعة ثم قال: لا بد من دليل، وليس بصاحبك.
فتبسم هشام وقال: تشيع شطرك وصرت إلى الحق ضرورة، ولا خلاف بيني وبينك إلا في التسمية " (52).
نعم لقد أخبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بافتراق أمته ثلاثا وسبعين فرقة، واحدة منها في الجنة، فهل كان يعلم هذا ولا يضع دليلا على دين الله الصحيح؟
إن قيل: الكتاب والسنة هما الدليل.
قلنا: الكتاب والسنة مدعاة للاختلاف لاختلاف العقول في فهمهما، ونحن نريد المقصود الشرعي، وهو واحد لا يتعدد، إضافة إلى أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ربط بين الكتاب وآل بيته (عليهم السلام) ولذلك يلزمنا الجمع بينهما.
وإن قيل: الأشعري والمذاهب الأربعة.
قلنا: وأي عقيدة للأشعري تقصدون؟ أعقيدة المعتزلة أم الأشاعرة أم أهل الحديث؟ ولا أحد من الأئمة الأربعة كان قد رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع منه، وقد نهوا الناس عن تقليدهم (53)!
لم يدع من أموره أولاها قد علمتم أن النبي حكيم ترجع الناس في اختلاف نهاها كيف تخلو من حجة وإلى من إن ترك الأمة دون مبين للشرع، يدل على قصور النظام الاسلامي، فالفقهاء كانوا يطرحون مسائل لم تقع، ويجتهدون في معرفة أحكامها، واشتهر الفقه الحنفي بالفقه الافتراضي، فهل هؤلاء الفقهاء أكمل وأبعد نظرا من التشريع الإلهي؟!
يقول الإمام علي (عليه السلام): " اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مستورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته " (54).
قال هشام بن الحكم لأحد العلماء الذين ينكرون وجود الإمام:
" ألك عين؟
قال: يا بني أي شئ هذا السؤال؟
فقال: هذه مسألتي قال: سل وإن كانت مسألتك حمقاء.
قال: أجبني فيها.
فقال: سل.
فقال: ألك عين؟
قال: نعم.
قال: فما تصنع بها؟
قال: أرى الألوان والأشخاص.
قال: ألك أنف؟
قال: نعم.
قال: فما تصنع به؟
قال: أشم به الرائحة.
قال: ألك لسان؟
قال: نعم.
قال: فما تصنع به؟
قال أتكلم به.
قال: ألك أذن؟
قال: نعم.
قال: ما تصنع بها؟
قال: أسمع بها الأصوات.
قال: ألك يدان؟
قال: نعم.
قال: فما تصنع بهما؟
قال: أبطش بهما وأعرف اللين من الخشن.
قال: ألك رجلان؟
قال: نعم.
قال: فما تصنع بهما؟
قال أنتقل بهما من مكان إلى مكان.
قال: ألك فم؟
قال: نعم.
قال: فما تصنع به؟
قال: أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها.
قال: ألك قلب؟
قال: نعم.
قال: فما تصنع به؟
فقال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح.
قال: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟
قال: لا.
قال: وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟
قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب فيتيقن بها اليقين ويبطل الشك.
قال: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟
قال: نعم.
قال: إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وينفي ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك... (55)؟!! ".
النتيجة:
إن الله لم يقبض نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أكمل على يديه الدين وأتم النعمة وذلك بجعل آل البيت (عليهم السلام) خلفاء للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في القيادة والتبليغ، فكما يختار الله الأنبياء كذلك يختار أوصياءهم، وكما يحتاج الناس للنبي، يحتاجون للإمام، ولا يعقل أن يترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دينه دون مرجع يبينه للناس، فها هو يستخلف عليا (عليه السلام) على أمانات خاصة (56)، فهل كانت هذه الأمانات أعظم من الأمانة الإلهية حتى يتركها دون وصي، ويضع وصيا على أمانات دنيوية؟!
بعد الذي قدمنا هل يبقى شك في أحقية مدرسة آل البيت (عليهم السلام) بالإمامة وقيادة الأمة الإسلامية إلى طريق الله سبحانه؟
المدرسة السنية تقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهمل أمر المرجعية بعده فلم يجعل للأجيال إلا قرآنا مفرقا في الصحف والصدور.
والمدرسة الشيعية تقول بجمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للقرآن والسنة، وأقام بأمر الله تعالى الأئمة الأطهار ترجمانا لهما.
إن من يقف متأملا بين النظريتين السابقتين لمستقبل الدعوة، فإنه سيهتدي إلى الحقيقة:
فالنظرية الأولى ترى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد ثلاث وعشرين سنة من الجهاد وتحمل الأذى والصعاب لنشر دينه، ترك معجزته الخالدة مفرقة، ونهى عن تدوين سنته المبينة للقرآن، والتي لا يستغنى عنها، وهو يعلم بحاجة الناس إليها، ولم يشر للمستجدات وكيفية التعامل معها...
هذا ما وجدته في النظرية الأولى، وأي منصف يتأملها جيدا سيجد نفس الشئ، وأي محاولة تبريرية لهذه الحقيقة فهي فاشلة، وتغطية على الواقع.
هذا من جانب، ومن جانب آخر لا نرى على المدرسة الشيعية أي مؤاخذة في حق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو ذلك القائد البصير الذي نظر للأمد البعيد فلم يترك الأمر بعده مهملا فارغا بل رتبه أروع ترتيب، فالكتاب والسنة مدونان، ولحسم الخلاف في فهمهما جعل ناطقا عنهما لا يخلو منه زمن.
إن الفكر الذي يقدم هذه الأطروحات لصيانة الإسلام من التحريف وإدامته، لهو فكر عظيم، فلا يمتلك المرء إلا أن ينحني أمامه، وبهذا التصور نرى المفارقة العجيبة بين النظريتين.
والضد يظهر حسنه الضد!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين
المصدر: كتاب النبي ومستقبل الدعوة
============
الهوامش:
(1) الأصول من الكافي ، كتاب فضل العلم، باب اختلاف الحديث.
(2) المحدث الفاصل للرامهرمزي ٦٠١.
(3) هو الإمام السادس من أئمة آل البيت (عليهم السلام).
(4) الوافي للفيض الكاشاني.
(5) وقد يقال: ولماذا لم يخرج أئمة آل البيت (عليهم السلام) هذا الكتاب ليستفيد منه
المسلمون؟
والجواب: أن الأمة هي السبب إذ نحتهم عن مركزهم الذي جعلهم الله فيه كما سيأتي.
(6) تاريخ التشريع الاسلامي للدكتور عبد الهادي الفضلي ٣٥.
(7) صحيح البخاري كتاب العلم، باب كتابة العلم.
(8) راجع الرحلة إلى طلب الحديث للخطيب البغدادي.
(9) تدوين السنة الشريفة للسيد محمد رضا الجلالي ٧٣ - ٧٤، نقلا عن
الإمامة والتبصرة من الحيرة ١٨٣ ح ٣٨، بصائر الدرجات للصفار
١٦٧...
وراجع كتاب السيد الجلالي المذكور لترى تصريحات بعض العلماء
بامتلاك أهل البيت (عليهم السلام) صحيفة أو صحفا.
(10) هو محمد الباقر الإمام الخامس من أئمة آل البيت (عليهم السلام).
(11) فهرست النجاشي ٢ / ٢٦١.
(12) المحدث الفاصل للرامهرمزي ٦٠١، تدريب الراوي .
(13) سلسلة الأحاديث الضعيفة ١ / ٧٦ ح ٥٧.
(14) الإحكام في أصول الأحكام ٥ / ٦١.
(15) ونعني بأهل البيت إضافة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) الأئمة الاثني
عشر (عليهم السلام) أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم الحسن (عليه السلام) والحسين (عليه السلام)
وآخرهم المهدي المنتظر عجل الله فرجه، لمزيد من التفصيل أنظر كتابنا
وركبت السفينة ٥٣٣ - ٥٩٦.
(16) ولسنا الآن بصدد التعرض للنص الذي يعلن مرجعية أهل البيت (عليهم السلام)
السياسية - أعني نص الغدير - أجل فلندع أمر الخلافة قليلا ولنرى الآن أمر
ديننا فمن أين نأخذه؟
(17) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي
طالب (عليه السلام).
(18) صحيح الترمذي ج ٥ كتاب المناقب ٦٦٣ / ٣٧٨٨، المستدرك ٣ / ١٤٨.
(19) وكل رواياتهم من طرق أهل السنة فراجعها في: عبقات الأنوار ج ١ و ج ٢ و ملحق المراجعات ٣٢٧.
(20) راجع: حديث الثقلين: تواتره - فقهه لعلي الحسيني الميلاني.
(21) صحيح الجامع الصغير ٢ / ٢١٧، رقم ٢٤٥٤.
(22) صحيح صفة صلاة النبي ٢٨٩.
(23) منهاج السنة ٤ / ٨٥.
(24) السنة لابن أبي عاصم ٣٣٧، رقم الحديث ٧٥٤، مسند أحمد ٥ / ١٨٢.
(25) شرح أصول اعتقاد أهل السنة لأبي القاسم اللالكائي السلفي ٨،
تخريج أحمد سعد حمدون.
(26) راجع كلامه في صحيح صفة صلاة النبي ٢٨٩ - ٢٩٤.
(27) الموطأ كتاب القدر، باب النهي عن القول بالقدر.
(28) مستدرك الحاكم ١ / ٩٣
(29) راجع ترجمته في: تهذيب التهذيب ١ / ٢٧١.
(30) راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ٩٦، و تهذيب التهذيب
٤ / ٣٥٥.
(31) " السنن الكبرى " 10 / 114.
(32) " التمهيد " 24 / 331.
(33) " خلاصة عبقات الأنوار " 43.
(34) " الصواعق المحرقة " 150.
(35) راجع " خلاصة العبقات " ٢٤٧.
(36) فراجع " مستدرك الحاكم " ٣ / ١٥٠، " المعجم الكبير " للطبراني ١٣٠، " مجمع الزوائد " للهيثمي... أنظر " وركبت السفينة " ٤٠٧.
(37) " مستدرك الحاكم " ٣ / ١٤٩ قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، " الصواعق المحرقة " ٩١ و ١٤٠ وصححه، " مجمع الزوائد " ٩ / ١٤٧.
(38) آل عمران: ١٠٢.
(39) " روح المعاني " للآلوسي ٤ / ١٦، " الصواعق المحرقة " ١٤٩.
(40) النحل: ٤٣.
(41) راجع: " تفسير الطبري " ١٤ / ١٠٩، " تفسير ابن كثير " ٢ / ٥٩١ - ٥٩٢، " تفسير القرطبي " ١١ / ٢٧٢...
(42) التوبة: ١١٩.
(43) راجع " الدر المنثور " ٣ / ٢٩٠، " فتح القدير " للشوكاني ٢ / ٢٩٥، " روح المعاني " ١١ / ٤١، " تذكرة الخواص " ١٠.
(44) البينة: ٧.
(45) " تفسير الطبري " 3 / 146، " فتح القدير " 5 / 477، " الدر المنثور " 6 / 379، " روح المعاني " 30 / 207، " الصواعق المحرقة " 96...
(46) " مسند أحمد " 4 / 126.
(47) قال أحمد سعد حمدان: رواه أحمد 1 / 87، " الفتح الرباني "، والمروزي في " السنة " 6، ورواه ابن ماجة موجزا وابن أبي عاصم في " السنة " موجزا - 16، وصحح الألباني هذا الحديث، فراجع " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " لأبي القاسم الطبري، تحقيق أحمد سعد حمدان.
(48) " مصادر التشريع فيما لا نص فيه " 8.
(49) هو الإمام السادس من أئمة آل البيت الاثني عشر (عليهم السلام)، وهو أستاذ أبي حنيفة رغم أنه يصغره بسنتين، أنظر كتابنا " وركبت السفينة " 554 - 564.
(50) أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) المقربين، وقد نسبت إليه كثير من الاتهامات الباطلة.
(51) " الاحتجاج " 2 / 277 - 281.
(52) " الكشكول " ليوسف البحراني.
(53) وهذا أثبتناه فراجع " وركبت السفينة " 29 - 36 و " نحو الإسلام الأصيل " للمؤلف.
(54) " ينابيع المودة " في الباب المائة 523، " إحياء علوم الدين " 1 / 54، " حلية الأولياء " بإيجاز 1 / 8، وقريب منه في " مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب " 3 / 32 نقلا عن " إعلام الموقعين " لابن القيم.
(55) " الأصول من الكافي " 1 / 169 - 171.
(56) قبل موته الشريف كان قد أوصى (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) بأن يسلم بعض الأمانات لأصحابها.