تابعت أواخر ليلة الأمس، وتباشير فجر اليوم ردود الإعلام العربيّ على الضربة الإير-انيَّة، وفي سعيٍّ محمومٍ للتقليل منها قيل:
إنَّها مسرحية،
وقيل إنَّها لحفظ ماء الوجه.
لا بأس، فلتكن مسرحية، قوموا بمثلِها،
ولتكن لحفظ ماء الوجه،
لا بأس، هلَّا حفظتم ماء وجوهكم؟
وقال الطابور الخامس من أبناء الرفيقات: إنَّ الطائرات الم-سيَّرة سقطت هنا وهناك في الأراضي العراقيَّة، في النَّاصريَّة والأنبار والنَّجف وتلك ضربةٌ فاشلة.
وسيقول الأمريكان: لقد تصدَّينا لها جميعا،
وسيقول المضروبون: إنَّها سقطت في الصحراء ولم تُحدث أضرارا!
عود كبريتٍ واحد يحر-ق مدينةً بكاملها، فهل يُعقل أن ما ئتي صاروخٍ ومسيَّرة لا تُحدث أمرا؟
في الحقِّ حتى لو كانت الضر-بة في الحسابات العس-كرية غير ذات تأثيرٍ بالغٍ – وقد يكون ذلك حقا- ولكن الهدف السياسيُّ أكبر من الهدف العسكريِّ، ومن الأهداف المتحققة:
كسرت هيبة تلك الدويلة الصغيرة في المنطقة
وأحرجت الأنظمة العربيَّة بعد هذا الردّ كمصر والخليج،
وعرَّت انظمةً أخرى حينما أجبرت على الوقوف مع الطرف الآخر كالأردن، وأبانت أن البدوي سيبقى خالياً من الشرف مجبولاً على الخيانة، وأن قيمه ومبادئه نراها في المسلسلات البدوية فقط.
الحمد لله على هذه المسرحية،
وعلى حفظ ماء الوجه،
وحين يخوض أتباع أهل البيت – عليهم السلام – حرباً، من أخوة الولاية والمذهب فلا يسع المؤمن إلَّا الوقوف معهم وإن اختلف معهم في التوجّه السياسيّ في إدارة الملف العراقيّ ؛ لأنَّ انكسار هذه الدولة - لا سمح الله - انكسارٌ لشيعة المنطقة وخصوصاً مؤمني العراق، وعودة البعث الزنيم.