سمعتُ قبل أيّام من إحدى
الإذاعات المحليّة سمعتُ مذيعًا يقول ما مضمونه : سيداتي سادتي
نحييكم أطيب تحية ونقدّم لكم في ما يلي نشرة الأخبار نستهلها بأبرز
العنوانات...
وقد لفت انتباهي في النص السابق قول المذيع " عنوانات" بدلًا من " عناوين"، وبدا لي ساعتها أن هذا المسكين لا شكّ في وقوعه ضحيّة أحد عُتاة المتشددين الذين (يحرّمون) استعمال التعبير اللغوي وإن كان له مسوّغ من السماع أو القياس...
وقبل الخوض في تفاصيل هذه المسألة أقول إن كلًا من الكلمتين أي ( عناوين، وعنوانات) صحيحتان فصيحتان، ولكنّ الاولى استعمال كلمة " عناوين" في سياق قراءة نشرات الأخبار، ونحوها، وذلك لشيوع استعمالها، وكونها مألوفة لآذان السامعين بخلاف كلمة " عنوانات"...
إنّ كلمة "عنوان" -سيداتي سادتي- وعلى فرض اسميتها فإنّها تُجمع قياسًا جمع تكسير فتصير: "عناوين"، وذلك على غرار جمع كلمة " ثعبان" التي تُجمع على " ثعابين" كما أنّ كلمة " عنوان" -سيداتي سادتي- وعلى فرض كونها مصدرا، وأريد بها العدد أو النوع فإنّها تُجمع على "عناوين" أيضًا، والله أعلى وأعلم.
ومن ثم فلا مسوّغ أبدًا لهؤلاء المتشددين حين يمنعون استعمال كلمة : "عناوين" ، ولا يرتضون إلا أن يُقال: "عنوانات"، لاسيّما أن العكس تمامًا هو الذي أثير تاريخيا بحسب تتبعي لهذه المسألة اللغوية تحديدا ، وحسبكما عزيزي المستمع عزيزتي المستمعة أن تمرّا على ما كتبه الدكتور أحمد مختار عمر (رحمه الله) بهذا الصدد ليستبين لكما وجه الحقيقة بيسر ووضوح، فقد ذكر صاحب معجم الصواب اللغوي ما نصّه:
"عنوانات الكتب" مرفوضة
عند بعضهم؛ لأن هذه الكلمة مما لا يصحّ جمعه جمع مؤنث
سالما.
الرأي والرتبة:
1- "عناوين الكتب" فصيحة.
2- "عنوانات الكتب" فصيحة.
صرّح بعض القدماء بجواز جمع ما لا يعقل جمع مؤنث سالما، سواء سُمع له جمع تكسير أو لا، كما لاحظ مجمع اللغة المصري أن القدماء قد جمعوا الثلاثي المفرد المذكر غير العاقل جمع مؤنث سالما، مثل: خانات، وثارات ...حمامات، وسرادقات، وطرقات...ومن ثم يمكن تصويب الاستعمال المرفوض)).