لقد حظيت المرأة المسلمة بمراتب عليا في ظل الشريعة الاسلامية، فأزهرت في ميادين مشرفة وأدت مهام حُفظت على صفحات التاريخ، فلم تدع فضيلة إلا ولها بصمة واضحة فيها، -عكس ما يشيعه الغرب عن المرأة المسلمة- ، لكننا اليوم نحاول أن نستقرأ المشهد بوضوح، فكثير من الاوراق قد خلطت عن قصد، وكثير من الحقائق قد غيبت عن عمد، وهذا له مبحث مفصل في وقت اخر أن شاء الله.
وانا اليوم استثمر هذه المناسبة السعيدة على قلوبنا والناهضة بهممنا وهي مناسبة ولادة سيد شباب اهل الجنة واقماره الشعبانية ( صلوات الله عليهم اجمعين ).
اشار الله سبحانه وتعالى إلى ضرورة استقلال شخصية المرأة كما هو الرجل فقال الباري :((لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ))، [سورة الأحزاب: 35].
وهذا يدل على أن المرأة مكلفة بحمل المسؤولية في مرافق الحياة كافة ومنها الميدان الإعلامي، ولأنها الاقدر على كسب الرأي العام، ولانها الأجدر في ايصال المعلومة الممزوجة بمسحة عاطفية تؤثر في وجدان المتلقي، كان لها الدور الاعظم في التاريخ وهو المحافظة على مكاسب الثورة الحسينية من خلال تنصيب الامام الحسين ( عليه السلام) للسيدة زينب ( عليها السلام) كوزيرة إعلام والمتحدث الرسمي في مصطلحنا اليوم، وهذا المنصب الرفيع لم يحضى به حتى الامام المعصوم ( الامام السجاد صلوات الله عليه) رغم وجوده وخطبته المباركة، لكن هذه المهمة وهذه الوزارة وهذا المنصب محصور بعقيلة بني هاشم.
وسمحوا لي أن اوضح اهمية العنصر النسوي في صناعة الإعلام المعاصر
واقول:
يلعب الإعلام دورًا هامًا في تشكيل الهوية النسوية الإسلامية، وذلك من خلال:
1. التأثير على الصورة النمطية للمرأة المسلمة:
تعزيز الصورة الإيجابية: يمكن للإعلام أن يُظهر المرأة المسلمة كقوة فاعلة في المجتمع، من خلال إبراز إنجازاتها في مختلف المجالات، مثل: التعليم، والعلوم، والسياسة، والأعمال.
مقاومة الصورة النمطية السلبية: يمكن للإعلام أن يُقاوم الصورة النمطية للمرأة المسلمة كفرد ضعيف ومُقيد، من خلال عرض قصص نساء مسلمات ناجحات ومُلهِمات.
2. نشر الوعي حول حقوق المرأة في الإسلام:
التوعية بأحكام الدين الإسلامي: يمكن للإعلام أن يُوضح أحكام الدين الإسلامي المتعلقة بالمرأة، مثل: حقها في التعليم، والعمل، والمشاركة في الحياة السياسية.
التصدي للتفسيرات الخاطئة للدين: يمكن للإعلام أن يُساعد على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، والتي تُستخدم أحيانًا لتبرير التمييز ضد المرأة.
3. إتاحة المجال للنقاش والحوار حول قضايا المرأة:
خلق مساحة للتعبير: يمكن للإعلام أن يُتيح للنساء المسلمات فرصة التعبير عن آرائهن حول مختلف القضايا التي تهمهن.
تعزيز التفاهم بين الجنسين: يمكن للإعلام أن يُساعد على تعزيز التفاهم بين الجنسين، من خلال توفير مساحة للحوار حول قضايا المرأة.
4. دعم الحركات النسوية الإسلامية:
نشر الوعي بأهداف الحركات النسوية الإسلامية: يمكن للإعلام أن يُساعد على نشر الوعي بأهداف الحركات النسوية الإسلامية، مثل: المساواة بين الجنسين، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
توفير منصة للحركات النسوية الإسلامية: يمكن للإعلام أن يُوفر منصة للحركات النسوية الإسلامية لنشر أفكارها ومطالبها.
ولكن، يجب على الإعلام أن يلتزم بالموضوعية والحيادية عند تناول قضايا المرأة، وأن يُقدم صورة متوازنة للواقع.
ومن أهم التحديات التي تواجه الإعلام في هذا المجال:
انتشار الصور النمطية للمرأة
المسلمة في وسائل الإعلام.
قلة تمثيل النساء المسلمات في صناعة الإعلام.
التحيز ضد المرأة في بعض وسائل الإعلام.
ولكن، على الرغم من هذه التحديات، إلا أن الإعلام لديه القدرة على لعب دور إيجابي في تشكيل الهوية النسوية الإسلامية.