أُلاحظ في نهاية كلّ سنة أنّ قوائم الكتب التي ينشرها الأصدقاء توثيقاً لمطالعاتهم السنويّة -ولا سيّما قوائم الأصدقاء الشباب- تحتلّ الروايات الأدبيّة موقع الصدارة منها، ولهذه الظاهرة أسبابها، ولها أيضا آثار إيجابيّة وأخرى سلبيّة ينبغي الالتفات إليها.
***
فمن إيجابيّات مطالعة الروايات
الأدبيّة:
1- تعدّ في الغالب مادّة غنيّة بالمفردات المعجميّة الضروريّة لكلّ كاتب مهما كان تخصّصه، فهي تدرّب الكاتب على تراكيب وأنساق لغويّة جديدة، وتوفّر له لغة يستعين بها في فعل الكتابة.
2- في الغالب لا تحتاج الروايات الأدبيّة إلى تأمّل وتركيز لفهم رسالتها؛ إذ يمكن اصطحابها لمطالعتها في الأماكن العامّة وفي أثناء السفر وغيرها من الظروف التي لا تساعد على المطالعة العلميّة، وشخصيّا أعمل على ذلك، ففي الغالب أصطحب معي رواية عندما أرتاد مكاناً عاماً، أو عند السفر، أو عند الشعور بالإرهاق.
وأمّا سلبيّات الإكثار من مطالعة الروايات الأدبيّة فمنها:
1- إنّ أغلب الروايات الأدبيّة -سواء العربيّة أو الأجنبيّة- باتت تطفح بتعاليم ورسائل لا أخلاقيّة، حتّى أنك تشعر أنّ الروائي العربيّ بوجه عامّ والعراقيّ بوجه خاصّ -من أمثال علي بدر وغيره- يبذل جهداً في سبيل إيجاد فسحة في النصّ ليُضمّنه كلّ لفظ فاحش، وهذا أمر يُخشى منه على سلوكيّات وأخلاق القرّاء ولا سيّما الشباب منهم.
2- لمّا كان النصّ الأدبيّ يخاطب العاطفة أكثر ممّا هو يخاطب العقل كان بإمكانه تمرير رسالته حتّى وإن كانت مخالفة للسياقات المنطقيّة.
3- مهما تفلسف الروائيّ في نصّه يبقى في نهاية المطاف نصّاً أدبيّاً وليس علميّاً.
وفي ضوء كلّ ما تقدّم عندما تقرّر مطالعة رواية أدبيّة ينبغي أن تراعي مايلي:
1- لا تجعل الرواية تزاحم الكتب العلميّة إذا كنت قادراً عليها.
2- يجب العناية باختيار الرواية من حيث المادّة والمؤلف، فهناك كمّ كبير من الروايات لا تستحقّ اهدار الوقت عليها.
3- لا تمنح عقلك إجازة عند مطالعة النصّ الأدبيّ لئلّا يستحوذ عليك الكاتب بسحر بيانه ويمرّر لك رسائل لا منطقيّة.