السبت 18 ربيع الأول 1446هـ 21 سبتمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
الأطباء العراقيون ومحنة التفوق!!
صادق السامرائي
الأطباء العراقيون ومحنة التفوق!!
2022 / 12 / 03
0

أطباؤنا متميزون أينما تواجدوا في دول الدنيا التي تتلقفهم , وتوظفهم لتأمين الرعاية الصحية لمواطنيها , وتتعجب كيف لدولة لديها طاقات علمية وقدرات مهنية متطورة , لا تستثمرها في تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين!!

***

إلتقيت بعدد من الأطباء والطبيبات الشباب الذين هاجروا قبل بضعة سنوات , فشقوا طريقهم في سلم المعارف الطبية , وأظهروا تفوقا على العديد من أبناء الأمم الأخرى , وتجدهم من البارزين في المؤسسات العلمية العريقة.

هذه الإنجازات لا يتمكن منها إلا أصحاب العزم الحديد , وكم شعرت بالفخر والعزة والبهجة الحضارية بين الطاقات الشبابية , المتفوقة على أقرانها من أبناء الدنيا المتقدمة.

فأين حكومات البلاد من الطاقات العلمية الوطنية؟!!

المؤسسات الصحية لا تستوعب عناصرها المؤهلة لتقديم أرقى الخدمات , فالمستشفيات لا تتوافق والمواصفات والضوابط المعمول بها في مستشفيات الدنيا , التي تحت المراقبة الدائمة لتقييم الأداء والرعاية اللازمة السليمة.

وقس على ذلك الكفاءات في ميادين المعارف كافة , التي تضع البلاد على أرضية إنطلاق إبداعي علمي , صناعي متفوق ومقدام.

فمن الجهل , القول بأن البلد لا يستطيع الوصول إلى ذروة المعاصرة والمواكبة على مختلف المستويات , فالعراقي فيه بذور حضارية قادرة على الإتيان بما هو أصيل.

ترى أين العلة؟

إنها بإختصار بفشل القيادة والإدارة , وعدم توفر الإرادة الوطنية الصادقة , والحرص على تأمين حاجات المواطن , ومصادرة قيمته ودوره , وتضليله , وتغفيله , وطمره بالغابرات , وتأجيج التفاعلات السلبية اللازمة للإلهاء , وتبديد الطاقات وتدمير القدرات.

ومن الواضح أن البلاد بحاجة لقيادة تعرف الوطن , وتعمل من اجله , وتتفاعل مع أبنائه بإيجابية حضارية , وإيمان مطلق بأن الشعب يكون , ويحقق أهدافه , ويؤكد ما ينشده بالجد والإجتهاد , فالثروات بأنواعها متوفرة وفائضة , ومن الواجب الإنساني العمل على بناء الصرح الحضاري الوطني المعاصر بها.

فهل من قائد حصيف؟!!

التعليقات