أحمد السلطاني
ان تكليف عدنان الزرفي مع كل الجدليات المصاحبة لاسمه، واختياره من بيان كثير من الساسة المقبولين أمريكياً وحزبياً كمقبولية الزرفي، يكشف عن أمور أهمها:
إن الطرف الأمريكي يريد شخصاً ينفذ أجندته القادمة دون خطوط حمراء تمنعه من ذلك، وان كان مفصولاً من منصبه بسبب الفساد المالي بقرار من الرئيس السابق فواد معصوم، أو معروفاً بالمكيافيلية وتقديم مصالحه الشخصية على مصالح وطنه ومدينته، أو مخالفاً لشروط المتظاهرين في رجل من غير منظومة السلطة ولم يعرف بالفساد.
فلماذا الزرفي دون غيرهم المقبولين أمريكياً؟!
الزرفي معروف ببطشه بمن يعارضه، وبالتلون السياسي دون اعتبار للقيم، وبعدم الخجل من الانقلاب على حلفائه ان تطلبت مصلحته ذلك.
تاريخه السياسي حديث جداً بخلاف غيره من المقبولين أمريكياً الذين تتشابك لديهم المصالح مع حلفائهم القدماء ايام المعارضة، المناوئين لأمريكا، وبالتالي يتباطؤون في تنفيذ الاجندة الأمريكية لتشابكها مع مصالح حلفاء النضال السلبي!!، بينما علاقات الزرفي الهشة مع مناوئي أمريكا وشخصيته البراغماتية تمكنه من التملص من التزاماته معهم.
ولو ضممنا تكليف الزرفي مع تحريك أمريكا للفرقة 101 الامريكية ذات المهمات الخاصة نحو العراق، مع ضرباتها لمواقع للحشد الشعبي العراقي الذي تسيطر عليه أحزاب مناوئة لأمريكا، مع التسريبات التي تعطيها أجهزة المخابرات لبعض المنجمين آخر كل عام لترويجها على أنها تنبؤات!! ستخرج لنا نتيجة واحدة هي:
الحرب بين امريكا وبعض فصائل الحشد الشعبي قائمة لا محالة، خاصة لو علمنا ان بعض المنجمين سربوا معلومة بأن سنة 2020م ستكون سنة الحرب بين الاحزاب الشيعية، مع الاخذ بالاعتبار ان الزرفي من حزب الوفاء وهو شيعي ظاهراً، وان قوات العتبات التي لا تتبع لأحزاب تحضر للخروج من هيئة الحشد الشعبي كي لا تكون حطباً لتصفيات سياسية لا ناقة لها فيها ولا جمل!!
مع العلم أن أغلب جنود الفصائل الموالي قادتها لإيران هم فعلا مقلدين فقهياً للمرجع الديني الأعلى السيد السيستاني، حيث صرح قيس الخزعلي قائد حركة عصائب أهل الحق ثاني أكبر تشكيل في هيئة الحشد في لقاء متلفز بأن أكثر من 90% من فصيله العسكري هم مقلدين للسيد السيستاني، والتحقوا به بعد الفتوى ضد داعش.
حيث ان من المعلوم للمراقبين ان انضواء أغلب المتطوعين لتلك الفصائل بعد الفتوى هو بسبب الضغوط التي تتعرض لها قوات العتبات من قبل ادارة الهيئة بعدم تسجيل كافة جنودهم في قوائم رواتبها مما شكل ضغطا على المتطوعين اذ ان بعضهم استشهد ولم يستلم راتباً او مضى على بعضهم سنة بلا راتب!، مما اضطر كثيرا منهم ولأجل بقاء تلبيتهم لفتوى الدفاع للخروج منها والانضمام لباقي الفصائل رغم رغبتهم بالبقاء هناك، أو الانضمام لها ابتداءَ بسبب علمهم بتلك الضغوط.