السبت 18 شوّال 1445هـ 27 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
شخصيّات الطشّة.. لايكات ومنشورات!
علاء هادي الحطاب
شخصيّات الطشّة.. لايكات ومنشورات!
2024 / 03 / 23
0

اصبح مقياس شهرة الفرد في العراق ليس ما يقدمه من منجز علمي او فكري او اجتماعي او اخلاقي او ثقافي او غير ذلك من مفردات تخدم الانسانية بشكل عام والشعب العراقي بشكل خاص، بل اصبح المقياس ما يحصل عليه من “لايكات” ومشاركات على منشوراته في مواقع التواصل الاجتماعي بغض النظر عن فائدة هذه المنشورات للانسانية والمجتمع من عدمها، سواء كانت تحمل هذه المنشورات قيما علمية او فكرية او انسانية ام تحمل مجرد تفاهات وكثيرا من الالفاظ النابية والخادشة للحياء بل تصبح المنشورات اكثر انتشارا كلما حملت معها تفاهات اكثر وعبارات خادشة افظع، وهذا مع الاسف بات المقياس، اذ لا يفرق المتلقي بين الشهرة والشهيرة وكلاهما عنده فرد مشهور، فلا غرابة ان يصبح من يقدم بعض الاكلات بطريقة ساذجة وكذلك صاحب منشورات البذاءة مشهورا ومعروفا ومرغوبا ومحبوبا في المجتمع معروفا اكثر بكثير من شعراء وادباء وفنانيين واكاديميين قدموا عصارة جهدهم وحياتهم ودراستهم ومواهبهم وابداعهم في سبيل الوصول الى منجز يخدم المجتمع. 

نعم هذه الظاهرة لا تقتصر على العراق فقط بل العديد من دول العالم لا سيما الدول العربية، لكن في العراق خرج الامر عن المعقول والمقبول واصبح هؤلاء شخصيات يُحسب لها الف حساب، هنا لا اتحدث حتما عن اصحاب المواهب ومن يدخلون البسمة على شفاه الناس بطريقة على الاقل لا تصنع التفاهة كظاهرة عامة بين متلقيها، بل حديثنا عن اولئك الذين لا يمتلكون اية مؤهلات سوى بث التفاهة وتسفيه العقول وتسطيحها. 

هذا الامر مؤشر على غياب الوعي واجمالي التفكر عند عدد ليس بالقليل بين افراد المجتمع فالقراءة والمتابعة غابت عن مفردات الشاب العراقي ليس فقط عامة الناس بل حتى بين نخبه واعلامييه واصحاب الرأي العام المؤثر في المجتمع. 

وهنا نحتاج لعمل وجهد كبيرين من اجل استعادة الوعي والتفكر لدى طبقة الشباب لانهم من يصنعون المستقبل فكلما كان صناع المستقبل اكثر وعيا ومعرفة ودراية بأحوالهم واحوال مجتمعهم كلما اصبح هذا المستقبل اكثر ضمانة لحياة افضل قوامها العلم والمعرفة والابداع والانجاز لا الطشة والتفاهة .

التعليقات