السبت 18 شوّال 1445هـ 27 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
قصف العراق يهدد إيران بفقدان حلفائها!
فلاح المشعل
قصف العراق يهدد إيران بفقدان حلفائها!
2024 / 01 / 19
0

اشتغلت إيران خلال الأربعين سنة الماضية على استراتيجية باتجاهين يكملان بعضهما، العمل داخلياً على بناء ترسانة تسليحية هائلة، وكذلك التركيز على مشروع المفاعلات النووية وصولاً إلى امتلاك السلاح النووي الإيراني، وخارجياً تعمل وفق التمدد المذهبي - الطائفي ثم الاستيطان الفكري الممنهج في دول الجوار، وهو ما يجري مع الدول ذات الأغلبية الشيعية، وإيران إسلامية خالصة مع الدول ذات الغالبية السّنية كما هو الحال مع حركتي حماس والجهاد أو بعض الدول الأفريقية والآسيوية.

تمكنت إيران جراء تلك السياسة الناعمة والمسلحة بالغاطس من تشكيل أذرع تنظيمية مسلحة مستثمرة في الدول والمدن التي تعاني فقراً وهشاشة ثقافية، وبكلف وأثمان يسيرة جداً لدولة نفطية مثل إيران مكنها من صنع عدد غير محدود من الميليشيات المسلحة، دفعت بها لأدوار قيادية في بلدانها مثل العراق واليمن ولبنان، أو تأسيس منهج الدولة العميقة أو دولة الظل التي تتحكم فيها عن بعد، وقد نجحت بذلك في تحويل هذه الدول إلى مراكز متقدمة جغرافياً للدفاع عنها وحمل عقيدتها، وبدورها انهمكت تلك الميليشيات في صراعات داخلية وتصفيات وتكريس لمظاهر الفوضى، ما جعل تلك الدول تتحول إلى مراكز إرهاب وفشل يطبق على مناحي الحياة كافة.

بعد أربعين سنة من العمل وإنفاق مليارات الدولارات، وجدت إيران نفسها عاجزة عن تحقيق أهدافها في التحول إلى دولة عظمى وإمبراطورية تعيد أمجاد بلاد فارس بعنوان جديد "إمبراطورية ولاية الفقية"، فقد أنهكها الحصار وفرطت بالمليارات من أجل فصائل مسلحة وإقامة أنظمة موالية لها تخوض حروباً داخلية منذ سنوات عديدة كما في سوريا واليمن ولبنان. لقد انتهت إيران إلى بلد متخلف صناعياً وبعيد عن أسواق العالم ومبتكراتها، عملتها منهارة بمعدلات غير مسبوقة، شعبها يعاني أزمات عديدة ونسبة الفقر خطيرة ترافقها احتجاجات على امتداد أيام السنة، أما في الجانب الأمني فقد عانت إيران من اختراقات عديدة ومن أعداء كثر، ولعل جريمة التفجير الذي وقع قرب قبر قاسم سليماني أول شهر كانون الثاني (يناير) الحالي وسقوط مئات القتلى والجرحى يشكل آخر المعطيات لضعف منظوماتها الداخلية الاستخبارية والأمنية وارتخاء قبضتها على الوضع الداخلي. إفراط إيران بالتدخل في شؤون الدول الخارجية وخصوصاً العربية، جعلها تهمل الوضع الداخلي والخدمي للمواطن الإيراني الذي وجد نفسه مطوقاً بالأزمات.

التعليقات