السبت 18 شوّال 1445هـ 27 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
لماذا ضربت أمريكا حركة "النجباء" دون غيرها من فصائل "المقاومة العراقية"؟
متابعة - كلمة الإخباري
لماذا ضربت أمريكا حركة "النجباء" دون غيرها من فصائل "المقاومة العراقية"؟
2024 / 01 / 07
0

أفاد تقرير في معهد واشنطن للدراسات، أن الولايات المتحدة وجهت الضربة إلى حركة النجباء، التي تعد جزءا من المقاومة العراقية، لأنها الأكثر استهدافا للقواعد الأمريكية مقارنة مع الكتائب والفصائل الأخرى، إلى جانب دور القيادي "أبي تقوى" في تعزيز النفوذ الإيراني في العراق.

وقال المعهد في مقال كتبه، مايكل نايتس المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، إن "كوادر (حزب الله النجباء)، هم  الأكثر تهورا بين الميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق".

وأشار إلى أن الحركة "كانت السبب المباشر لجميع الضربات الأمريكية تقريبا ضد هذه الميليشيات منذ تشرين الأول/أكتوبر".

ويوم 4 كانون الثاني/يناير 2024، نفذت أمريكا غارة جوية استهدفت سيارة نائب قائد عمليات فوج بغداد بالحشد الشعبي، مشتاق طالب السعيدي المعروف بـ "أبي تقوى"، أدت إلى مقتله إلى جانب 3 آخرين كانوا برفقته، وذلك أثناء عودتهم من الحدود العراقية السورية إلى مقر الحشد شرق بغداد.

ووقعت العملية في بغداد بعد ساعاتٍ من الاحتفال بذكرى قيام الولايات المتحدة باغتيال اللّواء الإيراني قاسم سليماني وزعيم الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في 3 كانون الثاني/يناير 2020.

وذكر التقرير أن "حركة حزب الله النجباء"، هي "الميليشيا الأكثر عدوانية من بين الميليشيات المناهضة للولايات المتحدة والمدعومة من إيران في العراق".

ولفت إلى أن زعيم الحركة، أكرم الكعبي، يَعتبر نفسه "وجه المقاومة" المسلحة للوجود الأمريكي هناك. وتحظى احلركة بإشادة من "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني الذي كان يقوده سليماني.

وقد رفع الفيلق الإيراني من شأن الكعبي مراراً وتكراراً في المناسبات العامة، بينما تعامل معه علنا مسؤولون روس رفيعو المستوى في موسكو، وفقا للتقرير.

وتصنف الولايات المتحدة الجماعات المسلحة الأخرى في العراق إلى جانب "النجباء"، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء"، على لائحة الإرهاب، لكن الكعبي يختلف عنها، لكون حركته "لم تشكل حزبا سياسيا"، كما بقية الجماعات التي دخلت السلطة.

ورأى التقرير أنه "وفقا لتصريحات الحركة وأفعالها،  فليس لديها الكثير لتخسره من إثارة غضب الولايات المتحدة والاحتلال"، مضيفا أن "الميليشيات العراقية الأخرى تتوخى الحيطة والحذر، لا سيما (عصائب أهل الحق) وقائداها قيس وليث الخزعلي، اللذين سخرت منهما (حركة حزب الله النجباء) علنا ووصفتهما بالجبناء لعدم مهاجمتهما القوات الأمريكية".

واستند التقرير على سلسلة تقديرات "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، مبينة أن حركة "النجباء" مسؤولة عن معظم الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا شمال الفرات (كونيكو والعمر والشدادي وخراب الجير/الرميلان وتل بيدر والمالكية)، فضلاً عن الهجمات على المواقع الأمريكية في "كردستان العراق" (أربيل وحرير).

"المقاومة الإسلامية في العراق" تقصف قاعدة للقوات الأمريكية في سوريا ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت "المقاومة الإسلامية في العراق" موجة ضرباتها الأخيرة رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة.

وذكر التقرير أن حركة النجباء "نفذت ما لا يقل عن 95 من إجمالي 136 هجوما ضد القوات الأمريكية (69%)".

وتابع: "في حين أن الجماعات الإرهابية المناهضة علنا للولايات المتحدة، مثل (كتائب حزب الله)، اكتفت بتقديم الحد الأدنى فقط من الدعم لحركة حماس ومحور المقاومة، إلّا أن النجباء بذلت كل ما في وسعها على هذا الصعيد"، بحسب التقرير.

أيضاً، تُعتبر أعمال "النجباء" السبب المباشر لإجراء ست جولات من إجراءات الضرب الأمريكية المستهدفة، التي تم تنفيذها ردا على هجمات الميليشيات منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر.

في هذه الحالات الست، قامت عناصر "حركة حزب الله النجباء" إما بإطلاق وابل طائش من الصواريخ غير الموجهة، حيث نجا الأفراد الأمريكيون منها بأعجوبة، أو بشن هجمات دقيقة تسببت عمدا في وقوع إصابات.

وجاء في التقرير: "على سبيل المثال، أسفرت غارة بطائرة مسيّرة في 25 كانون الأول/ديسمبر في أربيل عن إصابة أحد أفراد الخدمة الأمريكية بجروح خطيرة. وتتسق هذه الأفعال مع نهج "حركة حزب الله النجباء" الذي اتُّخذ في السابق، حيث أسفر هجوم مماثل في آذار/مارس 2023 بواسطة طائرة مسيّرة متقدمة في "خراب الجير"/الرميلان عن مقتل أمريكي واحد".

من ناحية أخرى، قال التقرير إن "كتائب حزب الله" كانت السبب المباشر وراء ضربة أمريكية واحدة فقط، وذلك خلال عملية نُفذت في 20 كانون الأول/ديسمبر بعد إطلاق الميليشيا صاروخين من طراز "الأقصى 1" على "قاعدة عين الأسد الجوية".

ورغم أن هذه الصواريخ تم استخدامها من قبل "كتائب حزب الله" في ضربات سابقة، إلا أن الضربة الأمريكية كانت استجابة "احتياطية" أو استباقية بهدف تحذير الجماعة من توقف هجماتها، وكانت رسالة تم فهمها بسرعة من قبل "كتائب حزب الله"، وفق لمعهد واشنطن للدراسات.

التعليقات