رئيس النزاهة يعلن تنفيذ عمليات ضبط كبرى المندلاوي يدعو إلى تشكيل تحالف دولي اقتصادي 10 أنواع من الفاكهة تساعد على إنقاص الوزن طقس العراق لهذا اليوم والأيام المقبلة الدولار في العراق.. سعر الصرف لهذا اليوم في الأسواق المحلية لاصق الظهر للآلام.. ما علاقته بـ "الأمراض الجلدية"؟! وزير الداخلية يقعد مؤتمراً أمنياً يخص الانتخابات المحلية باحثون يكتشفون تأثيراً غريباً للكافيين على الدماغ! لماذا يصاب بعض المراهقين بالغرور؟! ارتفاع أسعار خام البصرة إلى 82.22 دولارا وفاة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر تحذير أمريكي لإسرائيل بشأن عملية عسكرية محتملة في غزة كوريا الشمالية: لن نجلس أبدًا وجهًا لوجه مع واشنطن مرض جديد في الصين.. اكتظاظ كبير في المستشفيات! بلينكن يصل فجراً إلى إسرائيل لتمديد الهدنة السوداني: المواطنون يستبشرون خيراً في جدية الحكومة بتنفيذ المشاريع تقرير طبي: الرياضة دواء أكثر فاعلية في الشتاء دعوة من الرئيس الصيني تخص الفلسطينيين أهالي كركوك يبدأون بفرز النفايات سعي قطري لتمديد الهدنة في غزة رونالدو يواجه دعوى قضائية في أميركا الحكومة تنوي إطلاق استمارة التوظيف الإلكترونية توصيات مكتب السوداني بخصوص مشاريع الإعمار والخدمات في مدينة الصدر (وثيقة) تعيين قائد جديد لـ "أركان قيادة القوات البرية" العراق ثالث أكبر مصدري النفط إلى الصين مقتدى الصدر يأمر بخلع "عمامة" أحد رجال الدين الصدريين (وثيقة) أردوغان يعلن إجلاء الأتراك من غزة.. ويقترح "الحل الأمثل" للقضية الفلسطينية كربلاء توقع بروتكول تعاون مع مصر.. هذه مضامينه وصول شحنات جديدة من "الدولار" إلى العراق رئاسة الجمهورية تنفي انتساب شخص "يتاجر بالبشر" إلى حماياتها

المال الانتخابي!
الأثنين / 13 / تشرين الثاني - 2023
حسب الله يحيى

بدأت حملات الدعاية الانتخابيَّة تملأ الشوارع، وهو حق يكفله القانون، حق يراد عن طريقه تعريف جمهور الناخبين على المرشحين، الذين سيتولون الدفاع عن حقوق الناس، وهم الأشخاص الذين يوليهم المواطن الثقة. إلا أن هذه الحملة الانتخابيَّة، تكشف عن حقيقتين أساسيتين هما:

أولا- إن جميع الأسماء المرشحة للانتخابات ومن دون استثناء، هي صاحبة المبادرة في طرح اسمائها، وليس هناك من ألزمها على الترشيح.

بمعنى أن هذه الأسماء تريد ان تكون في مقدمة الشعب وتحرص على خدمته، في حين يعتقد بعض المرشحين أن الشعب ينبغي أن يكون في خدمتهم، وهذا يعني أن المرشحين، هم نخبة من المواطنين الذين يجدون في أنفسهم القدرة والشجاعة والمقدرة والخبرة والنزاهة، على أن يكونوا في خدمة الشعب، وسن القوانين التي تحقق الحياة الأفضل للناس، وأن يكونوا العيون الساهرة والراصدة لكل فساد ولكل ما هو سلبي في الواقع الاجتماعي، ورصد سلبيات الأداء الحكومي.

إذًا هي مهمة تتطلب من أصحابها ان يمتلكوا وعيا قانونيا من جهة، إلى جانب قبولهم التضحية في سبيل رعاية حقوق و امال الاخرين. وهذا يتطلب ان يكون الناخب على دراية ومعرفة بمن ينتخبه، وما اذا كان مؤهلا فعلا لكي يكون القدوة الحسنة، التي تجد نفسها الأكثر اهتماما بحقوق الناس المهدورة، والعمل على تحقيق الرفاهية والعدالة والحرية للناخبين.

وكان من الأفضل والأهم ان يكون أفراد المجتمع، هم من يمارسون الضغط على شخصيات مجربة ومعروفة بكفاءتها ونزاهتها واحترامها، لكي تلقى قبولا من الجميع، حتى يتولى ترشيحها للانتخابات، وليس العكس، بحيث يمارس فيها الناخب ضغوطا تحمل الاعتزاز والفخر في الدفع بهذه الشخصيات لترشيح نفسها، بوصفها تمتلك القدرة على التضحية، مثلما تمتلك العقلية الوطنية النزيهة؛ في حين نجد أن معظم الأسماء المرشحة لا يعرفها حتى أقرب الناس اليها، وهي لا تشكل حضورا في محيطها الاجتماعي، فكيف يمكن أن تقود شعبا بكامله؟

ثانيا- أما الحقيقة الثانية فتكمن في هذا الفقر الدعائي والمتواضع جدا في الدعاية الانتخابيَّة لأسماء وقوائم مدنية، بعضها لا يجد سوى تقديم أوراق بسيطة لتعريف نفسه.

في حين نجد البذخ المالي الهائل والمهدور على الدعاية الانتخابيَّة لهذه القائمة وهذه الشخصية.

وهذا الامر يدفعنا للسؤال: من أين جنى هذا المرشح كل هذا المال الضخم، الذي يتم صرفه على دعايته الانتخابيَّة؟ إن هذه الفخامة والأبهة في رسم الدعايات الانتخابيَّة وصرف الأموال على الدعاية؛ تجعلنا نتساءل أيضا: أليس هذا المال، مالا مهدورا للدعاية وليس لخدمة الشعب.

ألم يكن من المناسب والممكن كذلك صرفه على البنى التحتية للمجتمع، وعلى الأفراد والجماعات المحاصرة بالفاقة والجوع والمرض والأمية والتهجير والاكتفاء ببطاقات تعريفية متواضعة، يستدل عن طريقها الناخب على المرشح، الذي يعتقد بأهليته، لكي يكون نائبا عنه؟ إن هذا المال المبذور بإسراف، يثير الشكوك حول أصحابه. . كما يثير جملة من الأسئلة التي تتعلق باستعادة ما تم صرفه على هذه الدعاية الانتخابيَّة، وكيف يمكن استعادته بعد الفوز، وكيف يمكن التضحية به في حالة الفشل؟!

إن هذا التباين في الدعاية الانتخابيَّة يحمل فخامة لا تليق بمن يريد التضحية في الدفاع عن حقوق الوطن والمواطنة، كما أنه يشكل فجوة عميقة بين مرشحين متخمين مالًا وأبهة ومرشحين بالكاد يمكنهم طبع بطاقة تعريفية بأنفسهم. . كذلك نجد أن كل مواطن عراقي بات يعاني في هذا الزمن الصعب، الكثير من الأزمات المادية، التي تجعله يتبين حقيقة الحنطة من الزؤان. . وهو الأمر الذي سيفرز وعي كل ناخب حريص على إعطاء ثقته الكاملة لمن يستحقها.