الأربعاء 15 شوّال 1445هـ 24 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
ذكرى فتوى الجهاد الكفائي.. "إن من يُقتل فهو شهيد"
أحمد العاملي
ذكرى فتوى الجهاد الكفائي.. "إن من يُقتل فهو شهيد"
2021 / 06 / 13
0

في حزيران 2014 كُنا امام حَدَثيّن هما: سقوط مدن وبداية سقوط وطن.

***

نعم سقطت ثلاث محافظات في العراق وباتت داعش على مشارف بغداد وغدت تُهدد كربلاء الإباء والنجف الأغر، ودبّ اليأسُ في نفوس الحكام قبل المحكومين، منهم من وَضّب أغراضه، وآخر ترك السلاح في الميدان.

بات الجميع يعيشُ في المُستقبل المجهول، بات العراق ومعه المحبين لهذا البلد المقدّس أمام ليّل دامس.

وفي مثل هذا التاريخ صَدَح صوت الأمَل من كربلاء، مُعلِنّا رسالة النجف للوطن والأمة والمستقبل، تَسْتنهض فيها الهّمم والعزم والإباء والشموخ والروح العامرة في العشائر الطيّبة وكلّ أصْناف الشعب الصَبور والمضحّي ،كلماتٌ في دقائق لكّنها بحجم الزمن.

وكانت الفتوى إنطلاق عهد جديد في العراق، أعادت للشعب الثِقة بالنفس ووضوح الرؤية واستنهاض المخزون الثقافي والعقائدي المرتبط بحبّ النبي وأهل بيته عليهم السلام ليكون المسير في الزيارات  مسير الى ساحات القتال والجهاد.

ومضى الأحبة شهداء وجرحى ومجاهدين ومضحّين وأمة صابرة، تُقدّم الغالي والنفيس حفظا للوطن والمقدسات وصونا للأنفس والأعراض ومرجعٌ عظيم كل أملّه أن يراهم أعزاء...

***

كَلمة الجّهاد الكِفائي التي انطلقت من مِنْبر الجمعة في كربلاء، كانت بمثابة الروح التي سَرَت مِن جديد في بَدن قاربَ على الرحيل، وكان فِعلها العسكريّ الميدانيّ أن أَمَدّ ساحات القِتال بمئات الآلاف مِن المُجاهدين الحَاضرين لتقديم النفْس وكل ما يَملك.

 لا يُمكن نِسيان المَشاهد العامّرة للآباء والأمهات والأخوة من البيت الواحد خَرجوا استجابة لهذه الفتوى المباركة، وقد ساهموا مع بَقية الصُنوف من القوات العراقية في مَعاركهم لتحقيق النصر المُؤزّر الذين قاتلوا بكل عَزيمة وبسالة لتحقيق النصر بعدها .

تشكل على أثرها الحشد المقدس الذي تقدّم في إطارين: إطار الهجوم والتحرير مرة وتارة إطار المؤازرة وتهيئة الأرض الآمنة الخاليّة من الغُدار والتراجع .

 بدأ مع هذه الفتوى الخالدة والتاريخية زمن النصر والعّزة وكلّ الانتصارات كانت بفضل وجود هذه المشتركات التي  خَلقت جَوّ الثّقة بالنفس.

 وزِدْ على ذلك الكلمة العظيمة التي أثْلَجت قلوب المجاهدين (إن من يُقتل فهو شهيد) وهو  ما زاد الاندفاع الى الساحات والقلوب عامرة بلقاء الله ورضوانّه ولُطفه والالتحاق بركب شهداء كربلاء , والكلّ يَشعُر بأن كلمة " يا ليتنا كنا معكم " أصبحت واقعا مُعاشا عبر باب الشهادة والجهاد.

التعليقات