سعر صرف الدولار لهذا اليوم في الأسواق المحلية التجارة: العراق حقق اكتفاء ذاتيا ولا حاجة لاستيراد مفردات البطاقة التموينية جنايات كربلاء: الحبس الشديد بحق وكيل مدير دائرة التقاعد المالية تطلق تمويلات رواتب موظفي الدولة ومنتسبي القوات الأمنية لشهر آذار المحافظات العراقية التي أعلنت تعطيل الدوام الرسمي بسبب الأمطار تعطيل الدوام الرسمي في بغداد بسبب الأمطار خميس الخنجر يدعو إلى دعم حكومة محمد شياع السوداني هل يبطل الصوم مع وضع العطور ومزيلات العرق؟ تعطيل الدوام ليوم غدٍ في النجف والمثنى وبابل بسبب سوء الأحوال الجوية النزاهة تضبط مسؤولاً متلبساً بالرشوة في الأنبار دراسة تكشف عن العلاقة بين الإفراط في الجلوس وخطر يهدد الحياة الاستخبارات تطيح بـ 3 إرهابيين في الأنبار وكركوك المالية تنفي تأخير صرف مستحقات دور المسنين والأيتام كيفية التخلص من آثار تناول الأطعمة الدهنية خلال شهر رمضان وزارة النفط تؤكد التزامها بالخفض الطوعي للصادرات تحذير أممي من مجاعة وشيكة في غزة تعطيل الدوام الرسمي ليوم الخميس المقبل القضاء يصدر أمراً ولائياً بإيقاف عرض مسلسل "عالم الست وهيبة" (وثيقة) الداخلية: المواطنون يسجّلون إقبالاً واسعاً على تسجيل السلاح التربية تصدر بياناً بعد تعرض مدرّسين للاعتداء في البصرة وزارة الهجرة: منحة الـ4 ملايين دينار ستشمل كل العائدين حديثاً من المخيمات نساء غزة .. صورة حزينة لإمرأة شامخة! إغلاق جميع المدارس في جنوب السودان إشراقة كانون توجه طلباً رسمياً بإيقاف مسلسل "عالم الست وهيبة" (وثائق) اختراق صفحة الأمانة العامة لمجلس الوزراء على فيسبوك زميله: كريستيانو رونالدو قد يعتنق "الإسلام" قتلى وجرحى بالعشرات في أفغانستان بحادث سير سماع دوي انفجار لم تعرف طبيعته في أربيل مختصون يحذرون من مخاطر التحدّث مع الأموات عبر الذكاء الاصطناعي اكتشاف 4 مواقع جديدة لمقابر جماعيَّة في الأنبار

رمضان والبرامج السياسيَّة
الخميس / 22 / نيسان - 2021
د. فاضل حسين البدراني

لم يكن المواطن يعرف للسياسة معنى ولا وجود لكونها مسؤولية أصحابها، التي لا تخرج عن نطاق المكاتب الفخمة والفارهة الخاصة بهم، هذه أبرز سمات العقود الماضية، في بلدان العالم العربي والمنطقة عامة، ومنها العراق.

ومن المعلوم أن لشهر رمضان عند الناس، قدسية ونكهة مميزة بطقوس دينية واجتماعية، إذ إن مفردات حياتهم تتجدد في شهر رمضان سنويا، تعكسها أجهزة التلفاز، والاذاعات والمحاضرات والفعاليات الاتصالية المباشرة، وأكثر ما كان يشغل الأسرة سابقا، المسلسلات الدينية والاجتماعية التي تنقل قصص الناس، وزوايا تتعلق بحياتهم اليومية وانماطها الاجتماعية، ومنها قصص الحب والشباب والمشاعر والمستقبل والجامعة، وأخريات عن المافيات والعصابات، إذ يستحضر الجانب المخيالي والقصصي فيها، بما يعكس صورة الواقع المجتمعي، في المناطق الحضرية والبداوة. 

أما في الوقت الحاضر، فتعالوا لنحاكم طبيعة الحياة وننقد صورتها، وفي بلادنا فأن شهر رمضان بالنهار هو للصيام والعبادة، وبالليل ولا اتحدث عن بعض المهتمين بالعبادات الحقيقية، انما كثير من الناس، وفي ظروف الحظر الصحي والتباعد الاجتماعي، فإنها تقع ضحية برامج الفضائيات التي تشكل نسبة عالية من أوقات الليل، وتتضمن مقابلات مع سياسيين وبرلمانيين، يتحدثون باجتهادات وفتاوى ودعاوى سياسية، ومناكفات وأساليب في الغمز والتنمر ضد بعضهم بعض، وبالمحصلة فان لغة التسقيط هي الفاعل الأساس في جو البرامج الحوارية، ذلك يجعل المتابع والمختص بشؤون التربية الإعلامية في ممارسة مسؤولياته بمقاربة تحليل النص، وفك تشفير هذه الفلسفة الإعلامية المغمسة بطعم السياسة، التي تنتهجها عديد الفضائيات، بأن المواطن والأسرة والمجتمع لم تعد من مسؤوليتها القيمية، بقدر ما هو حدوث تحول في منهجية المحطات الفضائية، الى معول هدم لآخر القلاع الفكرية الحصينة، التي تتضمن قيم وعادات لتذوب في نفاق السياسة، هذه المسؤولية سقطت أمام أول إغراء في الحصول على الانتشار والسمعة في "كار الإعلام الرأسمالي" .

لقد تحول شهر رمضان ذهنيا الى شهر التباهي بالبرامج الحوارية للمسؤولين والسياسيين في الفضائيات الذين طغى وجودهم على شخصية عادل أمام، وفاتن حمامة، أيام زمان وبقية زملاء الفن من الكبار، وتلاشى عصر النخب الصانعة للفكر والوعي والرأي العام الحقيقي.

انتهت نكهة رمضان في التلفاز، وأفقدتها السياسة والمال عذوبتها، وروحانيتها الدينية وصفاء النفوس، وأصبح طعمها من طعم السياسة، ونفاق المال، أنه شهر المبارزة الكلامية بين المسؤولين، وميدانهم الفضائيات، وكثير منهم، يتحدث بما لا يليق بالآخر من وصف، فيتلقى رد الآخر على الوزن والقافية نفسه، وقد يزيد، فمتى سينتهي هذا العصر الاستثناء؟