دخلت منطقة القرن الأفريقي منعطفاً جديداً من التوتر الاستراتيجي بعد الكشف عن مساعٍ إسرائيلية لبناء قواعد عسكرية في إقليم أرض الصومال، وهو ما تجاوز الاعتراف الدبلوماسي وأثار ردود فعل رافضة من أطراف دولية وإقليمية عديدة.
وأكد السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، أن إسرائيل تسعى فعلياً إلى إنشاء قواعد عسكرية في الإقليم المذكور، مشيراً إلى وجود رفض دولي واسع للاعتراف الإسرائيلي بهذا الكيان. كما شدد على حق الصومال القانوني في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
وعبرت الصين عن معارضتها القوية لهذه الخطوة عبر متحدث باسم وزارة خارجيتها، مؤكدة رفضها لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإقليم الانفصالي، واصفة ذلك بأنه يضرب ميثاق الأمم المتحدة.
كما لفتت إلى تأييد موقف الصومال من قبل منظمات إقليمية كبرى كالاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
من جانب تحليلي، أشارت الخبيرة السياسية الدكتورة نادية حلمي إلى أن الصين تنظر لهذا التحرك كاستهداف لمصالحها الاقتصادية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمبادرة "الحزام والطريق"، وأضافت أن بكين بدأت في تعزيز قدراتها الاستخباراتية والمراقبة الفضائية فوق الصومال.
بدوره، أوضح الدكتور أمجد شهاب، أستاذ العلوم السياسية، أن أهداف إسرائيل تشمل مواجهة الحوثيين والتحكم في مسارات الملاحة العالمية عبر مضيق باب المندب، مما قد يؤثر على التجارة والنفط والسلاح المارة بالمنطقة.
من الناحية العسكرية الاستراتيجية، حذر اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير من أن هذه الخطوة تستهدف ثلاثة أهداف رئيسية:
تهديد الحوثيين، وتقويض النفوذ التركي في الصومال، والتأثير على الأمن القومي المصري عبر التحكم في مدخل البحر الأحمر. وأشار إلى أن هذا قد ينعكس سلباً على إيرادات قناة السويس ويدعم الموقف الإثيوبي في ملف سد النهضة.
في ختام التصريحات، أكد الخبراء أن المساس بمدخل البحر الأحمر يعد خطاً أحمراً قد يدفع المنطقة نحو خيارات عسكرية غير مسبوقة، مع الإشارة إلى أن القاهرة تملك من الأدوات ما يمكنها من حماية أمنها القومي في مواجهة هذه التحديات.
المحرر: عمار الكاتب