الخميس 5 جمادى الآخرة 1447هـ 27 نوفمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
حرب الاتصالات.. الناتو يلجأ لـ"ليزر" لحماية بياناته من التعطيل الإلكتروني
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 11 / 27
0

تعمل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” على إنشاء قاعدة جديدة في جزيرة غرينلاند، تعتمد على أحزمة ليزرية لنقل البيانات من الأقمار الاصطناعية، في خطوة تهدف إلى حماية منظومات الاتصالات الغربية من التشويش والتهديدات المحتملة من روسيا والصين.

وبحسب شركة “أسترو لايت” المشرفة على المشروع، والتي تحدثت لمجلة “نيوزويك” الأميركية، فإن المحطة ستقام في منطقة كانغيرلوسواك غرب غرينلاند، قرب موقع قاعدة عسكرية أميركية سابقة شمال العاصمة نوك. وأوضحت المجلة أن القاعدة ستستخدم تقنيات طوّرتها الشركة الليتوانية بدعم من وكالة الفضاء الأوروبية.

وتشهد مناطق القطب الشمالي وبحر البلطيق حرباً هجينة تشنها روسيا ضد دول “الناتو”، تشمل التشويش على الاتصالات وقطع الكابلات البحرية التي تربط المحطات الأرضية وتعتمد على طرق تقليدية لنقل البيانات، فيما يرى خبراء أن استخدام الليزر قد يقلل إلى حد كبير من هذه المخاطر.

وتعتبر موسكو القطب الشمالي جزءاً أساسياً من دفاعها الوطني، كما تصف الصين نفسها بأنها “قريبة من القطب الشمالي” وتعد المنطقة جزءاً من أمنها القومي، وهو ما زاد من اهتمام واشنطن وحلفائها بتعزيز البنى التحتية الدفاعية والاتصالية في المنطقة. وسبق أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشراء غرينلاند بدافع اعتبارات أمنية.

ووفق مصادر نقلتها المجلة، فإن فكرة القاعدة الجديدة تعود إلى فريق دنماركي، فيما أكدت “أسترو لايت” أن تقنياتها قادرة على نقل البيانات بسرعات تتجاوز الأنظمة التقليدية بعشرات المرات.

وقال المؤسس المشارك للشركة، لوريناس ماتشوليس، إن “الكابلات البحرية عرضة للتشويش أو التلف من دول أخرى. الصين وروسيا لديهما القدرة على الوصول إلى تلك المناطق، لذلك نحن بحاجة إلى وسيلة احتياطية أكثر مقاومة للتعطيل وأعلى سعة وأكثر أماناً للتواصل مع الأقمار الاصطناعية”. وأكد أن الاتصالات البصرية بالليزر محصّنة ضد الحروب الإلكترونية، موضحاً أن سرعة حركة الأقمار الاصطناعية تجعل التشويش أمراً شبه مستحيل.

كما أشار إلى أن الاتصالات الليزرية لا تحتاج إلى تراخيص تشغيل بخلاف الترددات الراديوية، وأن النظام غير مصمم للاستخدام العسكري أو كسلاح لأنه يستهلك طاقة منخفضة تتناسب مع قدرات الأقمار الاصطناعية المحدودة. وأضاف أن الليزر يحتاج إلى سماء صافية لعمله بكفاءة، وهو ما يجعل منطقة كانغيرلوسواك، ذات الطقس المستقر، موقعاً مثالياً للمشروع.

وتطمح “أسترو لايت” إلى إنشاء ثلاث قواعد على الأقل، لضمان وجود بدائل في حال سوء الأحوال الجوية. وتعتمد البيانات حالياً في الأقمار القطبية على محطة أرضية ضخمة في سفالبارد بالنرويج تعمل بالترددات الراديوية، قبل نقلها عبر كابلات ألياف بصرية تحت البحر إلى وجهات أخرى.

المحرر: حسين هادي



التعليقات