توقع جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة "إنفيديا"، زوال عصر الهاتف الذكي التقليدي، مع تسارع التحول العالمي نحو نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على الحوسبة المُسرّعة.
وأرجع هوانغ هذا التغير الجذري إلى صعود ما يُعرف بـ "أنظمة التوصية"، التي وصفها بأنها "محرك الإنترنت" الحقيقي. هذه الأنظمة هي المسؤولة عن ترشيح المحتوى والإعلانات والعناصر التي تظهر للمستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي وخدمات الإنترنت، وذلك لتعذر تعامل الأجهزة الصغيرة مثل الهواتف مع الكم الهائل من البيانات المتدفقة مباشرة.
وأوضح أن تطور هذه الأنظمة ارتبط عضوياً بالذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي انتقل من الاعتماد على وحدات المعالجة المركزية (CPUs) إلى الاعتماد شبه الكامل على وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، ما مكن شركات الإنترنت من بناء حواسيب عملاقة مخصصة لتشغيل هذه النماذج.
هذا التحول، بحسب هوانغ، مهّد الطريق لظهور جيل جديد من الذكاء الاصطناعي القائم على الوكلاء الذكيين، مثل "Grok" و"ChatGPT"، مؤكداً أن ما نراه اليوم من تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو مجرد "الطبقة السطحية" للثورة القادمة.
وشدد على أن التحول الأعمق يتمثل في الانتقال من الحوسبة التقليدية إلى الحوسبة المُسرّعة، وهو ما سيعيد تشكيل طريقة تصميم الأجهزة والتطبيقات وكل البنية التحتية التكنولوجية. ونتيجة لذلك، فإن البنية الحالية الداعمة للأجهزة الذكية، وعلى رأسها الهاتف، ستتراجع تدريجياً لصالح منظومة أكثر تطوراً تعتمد على السحابة الإلكترونية فائقة القوة والحوسبة المُسرّعة المنتشرة في كل مكان.
واختتم هوانغ مؤكداً أن هذا التحول مُبرر تماماً، وأن التغيرات التي سنشهدها في السنوات المقبلة ستجعل التطورات الحالية تبدو مجرد بداية لعصر تكنولوجي جديد بالكامل.
المحرر: عمار الكاتب