أكدت وزارة الصحة أن نجاح إجراء أول عملية لزراعة الكبد داخل العراق يمثل مكسباً وطنياً كبيراً ونجاحاً حقيقياً لسياسة الاستقدام الطبي، مشيرةً إلى أن العملية أُنجزت خلال 17 ساعة من العمل المتواصل بمشاركة كادر طبي عراقي–هندي مشترك. كما كشفت عن خطة لإنشاء ما بين 6 إلى 7 مراكز لزراعة الكبد وإنشاء بنك وطني للأعضاء خلال العامين المقبلين.
وقال مدير الإخلاء والاستقدام الطبي في وزارة الصحة، أحمد الطبطبائي، في تصريح للعراقية الإخبارية تابعه كلمة الإخباري: إن “نجاح إجراء أول عملية لزراعة الكبد داخل المؤسسات الصحية الحكومية يمثّل نقطة تحول كبرى في البنية الطبية العراقية، ويضع البلاد على طريق الاكتفاء من هذا النوع من العمليات المعقدة التي تعتمد على دقة عالية في الأوعية والأنسجة والجراحات المناعية”.
وأضاف أن “الوزارة اعتمدت أسساً علمية صارمة قبل الشروع بالعملية الأولى، من بينها تحليل تجارب العراق السابقة، وتشخيص الأخطاء، ثم بناء بروتوكول طبي متكامل يضمن سلامة المريض والمتبرع معاً، باعتبار أن زراعة الكبد تشمل فردين من العائلة، ما يجعلها من العمليات ذات الحساسية العالية”.
وأكد أن “العملية استغرقت 17 ساعة من العمل المتواصل داخل صالة العمليات، بمشاركة فريق عراقي–هندي عمل بالتناوب من دون توقف، وتم خلالها الربط الدقيق للأوعية الدموية والقنوات الصفراوية، إضافة إلى السيطرة على المناعة لمنع الرفض”.
وأوضح أن “حجم التحضير كان كبيراً، إذ توجب توفير ما لا يقل عن 25 قنينة دم، إلى جانب إجراء فحوصات مستمرة طوال مدة العملية”.
وأشار الطبطبائي إلى أن “وزارة الصحة اعتمدت في تنفيذ العملية بروتوكول أحد أهم المستشفيات الهندية المتقدمة في زراعة الكبد”، لافتاً إلى “إيفاد كادر عراقي متكامل إلى الهند لفترات تراوحت بين شهر وأكثر، بهدف نقل التجربة بشكل مباشر وبناء فريق مماثل للطواقم الهندية من أطباء وممرضين وفنيين”.
وبيّن أن “اعتماد بروتوكول موحد واكتساب الخبرة العملية المباشرة سهّل عملية الدمج بين الخبرتين العراقية والهندية، وخلق تناغماً كبيراً داخل غرفة العمليات، مع توفير الإسناد الخبير في كل خطوة”.
ولفت إلى أن “ما تحقق اليوم ليس إنجازاً طبياً فحسب، بل خطوة استراتيجية نحو تطوير المنظومة الصحية وجعلها قادرة على استيعاب العمليات الكبرى محلياً”.
وأكد الطبطبائي أن نجاح العملية الأولى “يمثل مكسباً وطنياً، ونتيجة مباشرة لسياسة الاستقدام الطبي التي تبنتها الوزارة خلال العامين الماضيين، والتي تهدف للتحول التدريجي من الإخلاء إلى العلاج داخل العراق، وبناء قدرات سيادية مستدامة”.
وكشف عن “طموح الوزارة خلال العامين المقبلين لإنشاء ما بين 6 إلى 7 مراكز لزراعة الكبد موزعة جغرافياً في البلاد لتقليل معاناة المرضى ومنع اضطرارهم للسفر بين المحافظات”، مشيراً إلى أن “الوزارة ماضية أيضاً باتجاه إنشاء بنك وطني للأعضاء لترسيخ ثقافة التبرع ومحاربة التجارة غير القانونية بالأعضاء”.
المحرر: حسين هادي