تواصل منصة “إكس” (تويتر سابقاً) جهودها لرفع مستوى الشفافية ومكافحة الحسابات المزيفة، إذ أعلنت الشهر الماضي عن تطوير ميزة جديدة تهدف إلى كشف معلومات إضافية حول مديري الحسابات، في خطوة تأتي بعد الانتشار الواسع للروبوتات المنشأة بالذكاء الاصطناعي والتي تتصرف بشكل شبيه بالبشر.
وخلال اليومين الماضيين، أعادت هذه الميزة الاهتمام بعد أن نشرت المحللة السياسية الأميركية الشهيرة كيتي بافليش تغريدة موجّهة لإيلون ماسك تطالبه فيها بإلزام الحسابات بعرض الدولة التي ينتمي إليها مستخدموها، معتبرة أن “الروبوتات الأجنبية تمزق أميركا وتسبب الانقسامات”. وجاء الرد سريعاً من رئيس قسم المنتجات في “إكس”، نيكيتا بير، الذي قال لها: “أمهليني 72 ساعة”.
ويبدو أن هذه الميزة ستظهر في الأيام القليلة القادمة تحت اسم "حول الملف الشخصي"، والتي تتيح عرض تفاصيل مثل تاريخ إنشاء الحساب وموقعه وعدد مرات تغيير اسم المستخدم وكيفية استخدامه لخدمة "إكس"، وفقا لما ذكره بير في تغريدة له الشهر الماضي.
ويرى بير أن الفكرة من إظهار هذه المعلومات هي مساعدة المستخدمين على تمييز حقيقة الحساب، هل هو شخص عادي أم روبوت أم جهة سيئة النية تحاول نشر معلومات مضللة، وعلى سبيل المثال، إذا ذكر حساب في نبذته التعريفية أنه موجود في ولاية أميركية معينة، بينما تظهر معلومات الحساب أنه يعمل من خارج الولايات المتحدة، فهذا قد يثير الشكوك حول نواياه، كما يُشاع أن الميزة الجديدة تستطيع تحديد ما إذا كان الحساب يستخدم "في بي إن" (VPN) لإخفاء موقعه الحقيقي.
وبالمثل، إذا كان الحساب قد حمّل تطبيق "إكس" من متجر تطبيقات في دولة أجنبية، لكنه يدّعي أنه من داخل الولايات المتحدة، فقد يدفع ذلك أيضا إلى التشكيك في مصداقيته، ورغم أن هذا لا ينفي إمكانية أن يكون صاحب الحساب قد أنشأه في بلد آخر، ثم انتقل لاحقا إلى أميركا، فإن هذه الإشارة إلى جانب إشارات أخرى مثل تغييرات متكررة لاسم المستخدم قد تثير الشكوك.
وأوضح نيكيتا بير أن "إكس" ستبدأ باختبار هذه الميزة أولا على حسابات موظفيها للحصول على الملاحظات قبل طرحها بشكل أوسع، كما أشار إلى أن المستخدمين سيتمكنون من إيقاف عرض هذه المعلومات، ولكن إذا قام المستخدم بتغيير إعدادات الخصوصية، فسوف يجري على الأرجح إبراز ذلك في ملفه الشخصي.
ومن جهة أخرى، تناول بير المخاوف المتعلقة بكشف موقع المستخدم، خاصة في المناطق التي قد تُفرض فيها عقوبات على التعبير، موضحا أن المنصة قد تستبدل المنطقة بدلا من الدولة في تلك الحالات.
ومن المتوقع أن تساعد هذه الميزة في معالجة القضايا المتعلقة بالثقة إلى حد ما، على الرغم من أن المحتالين والمرسلين العشوائيين غالبا ما يكون لديهم طرق فعالة للتغلب على محاولات التعرض، ومن الجدير بالذكر أن هذا التطوير جاء بعد حملة حديثة على البوتات في "إكس"، أُزيل خلالها 1.7 مليون حساب بوت كان يشارك في رسائل الرد المزعجة.
المحرر: حسين هادي