كشفت وثائق سرية حصلت عليها صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن صورة قاتمة للتحديات الهائلة التي تعترض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة.
وتُظهر الوثائق أن مسؤولين في إدارة ترامب يُبدون قلقاً بالغاً من أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس قد ينهار بسبب صعوبة تنفيذ العديد من بنوده الأساسية وعدم وضوح مساره.
وجاء هذا الكشف بعد ندوة استمرت يومين الشهر الماضي، جمعت حوالي 400 شخص من قادة القيادة المركزية الأميركية ومسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع، ومنظمات غير حكومية، وشركات خاصة، وذلك في إطار مركز التنسيق المدني العسكري الذي أُنشئ جنوبي إسرائيل كجزء من اتفاق وقف الحرب الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر.
وأبرزت الندوة قلقاً خاصاً حول إمكانية نشر "قوة التثبيت الدولية" المقترحة، وهي مبادرة أمنية متعددة الجنسيات تهدف إلى حفظ السلام في القطاع، بالإضافة إلى مخاوف الإدارة من مستقبل المنطقة.
وتتناقض هذه الوثائق والهموم الداخلية الخطاب المتفائل الصادر عن كبار مسؤولي الإدارة حول خلق سلام دائم. وحددت الندوة مجموعة من العقبات التي تواجه واشنطن وشركاءها في تحويل وقف إطلاق النار إلى خطة سلام دائمة وإعادة إعمار في غزة،
وتشمل هذه العقبات صعوبة إنشاء قوة التثبيت الدولية المتعددة الجنسيات، وتردد إسرائيل في الانسحاب من غزة، في ظل ادعاءاتها باستمرار حماس في خرق وقف إطلاق النار، وكذلك عقبة توفير الموظفين للمؤسسات الرئيسية مثل "مجلس السلام" الذي من المفترض أن يشرف على خطة ترمب.
علاوة على ذلك، تواجه الإدارة رغبة من السلطة الفلسطينية في المشاركة في رسم الأحداث في غزة، رغم المعارضة الإسرائيلية، وتساؤلات حول التزام الحلفاء بتقديم الموارد اللازمة لإنجاح الخطة.
وأكدت إحدى الوثائق أن الهيئة الفلسطينية التي ستحكم غزة ستحتاج إلى دعم أميركي ودولي طويل الأجل، مشيرة إلى أن قوات الأمن والشرطة قد تحتاج إلى تمويل خارجي واستشارة لعقود.
كما أشار دبلوماسي أميركي سابق إلى أن عملية السلام في غزة تمثل "مشروعاً ضخماً يحتاج إلى اهتمام مستمر ومستوى رفيع"، محذراً من أن الإدارة "أخذت جولة النصر بعد وقف إطلاق النار الأولي، لكن كل العمل الشاق، العمل الشاق الحقيقي، لا يزال قائماً".
المحرر: عمار الكاتب