ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، اجتماعاً أمنياً طارئاً لبحث التطورات في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي العودة إلى تطبيق وقف إطلاق النار بناءً على توجيهات القيادة السياسية، وذلك عقب غارات عنيفة خلّفت أكثر من 40 شهيداً فلسطينياً.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاجتماع الطارئ ضم وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر وكبار قادة المؤسسة الأمنية، لتقييم الوضع بعد التصعيد المفاجئ الذي شهده القطاع.
وفي حدود الساعة 6:20 مساءً بتوقيت غرينتش، أعلن الجيش الإسرائيلي العودة إلى تطبيق وقف إطلاق النار بناءً على توجيهات القيادة السياسية، ملوحاً “بالرد بقوة على أي خرق” للاتفاق.
وأشارت تقارير صحفية إسرائيلية وأميركية إلى أن حكومة نتنياهو تراجعت عن قرار اتخذته اليوم بإغلاق جميع معابر قطاع غزة بعد تعرضها لضغوط أميركية قوية، لكنها قررت الإبقاء على معبر رفح مغلقاً.
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة “إيه بي سي” الأميركية: “اتخذنا قراراً اليوم بإغلاق المعابر إلى غزة ووقف المساعدات لكن تراجعنا عنه لاحقاً”، مضيفاً أن معبر رفح سيظل مغلقاً حتى يتم تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين القتلى في غزة “بوتيرة معقولة”.
وأكدت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنه بعد تقييم للوضع، تقرر استئناف إدخال المساعدات إلى غزة غداً الاثنين، بعد توقفها مؤقتاً بسبب القصف الإسرائيلي.
في السياق نفسه، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن الولايات المتحدة وجهت رسالة إلى إسرائيل مفادها أنه “يمكنكم الرد على الخروق، لكن من دون تقويض الاتفاق”، مؤكدة أن واشنطن تريد وقف التصعيد في قطاع غزة ومنع انهيار الاتفاق الهش.
وفيما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أنه تم التراجع عن قرار إغلاق المعابر بعد ضغوط من إدارة الرئيس دونالد ترامب، استنكر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ما وصفه بـ”التراجع المخزي” لمكتب رئيس الوزراء.
وقال بن غفير، زعيم حزب “قوة يهودية” اليميني المتطرف، إن رئاسة الوزراء أعلنت إيقاف دخول المساعدات لغزة حتى إشعار آخر ثم تراجعت عن قرارها بعد ساعتين فقط، مطالباً بـ”وقف سياسة التراجع والعودة إلى قتال مكثف في أقرب وقت من خلال المناورات والاحتلال وتشجيع الهجرة”.
وكان التصعيد قد بدأ اليوم بعدما زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته وآلياته الهندسية تعرضت لهجوم من قبل مسلحين في رفح جنوبي القطاع، فيما نفت المقاومة الفلسطينية أي صلة لها بالهجوم، متهمة الاحتلال بـ”مواصلة خرق وقف إطلاق النار منذ يومه الأول واختلاق الذرائع لتخريب الاتفاق”.
المحرر: حسين صباح