كشفت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة عن تحذيرات عاجلة قدمتها القاهرة للإدارة الأمريكية من أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على حافة الانهيار، بسبب محاولات إسرائيل فرض واقع ميداني جديد يتعارض مع بنوده، مما يهدد الاستقرار الهش في المنطقة.
وجاءت هذه التحذيرات خلال محادثات مكثفة شارك فيها مسؤولون قطريون، حيث أبلغ المسؤولون المصريون نظرائهم الأمريكيين بمخاوفهم من انهيار المرحلة الثانية من الاتفاق رغم السعي الأمريكي للانتقال إليها.
وعرضت مصر خلال المحادثات مجموعة من الضمانات الأمنية والسياسية كشرط أساسي لاستمرار الاتفاق. وركزت الرؤية المصرية على ضرورة وجود التزام فلسطيني كامل بشروط الاتفاق، وإبعاد السلاح عن الفصائل في المرحلة الحالية، مع توفير ضمانات أمنية تحمي المستوطنات الإسرائيلية وفي نفس الوقت تمنع إسرائيل من الاستيلاء على أراضٍ جديدة في غزة أو توسيع المنطقة العازلة، وهو ما وصفته القاهرة بـ"الخطوة غير المقبولة".
وشددت المصادر المصرية للمرة الأولى منذ بدء الهدنة على أن إقناع المقاومة بالتخلي عن سلاحها "مستحيل" دون ضمانات حقيقية تتعلق بأمن غزة وبتوقف الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، وبالأهم بالتقدم الفعلي نحو إقامة دولة فلسطينية، وربطت القاهرة بشكل واضح بين أي نقاش حول نزع السلاح وبين إنشاء الدولة الفلسطينية.
أشارت المحادثات إلى اشتباه القاهرة والدوحة في أن انشغال واشنطن بوساطة النزاع الأوكراني-الروسي يأتي على حساب ملف غزة، حيث رأت أن أمريكا "مرهقة" ولا ترى حاجة للعجلة في قرارات المرحلة الثانية طالما أن الاتفاق ساريًا.
وحذرت الأجهزة الاستخباراتية المصرية والقطرية، التي تعمل على تذليل العقبات، من أن القدرات العسكرية في غزة لم تُدمر بالكامل وأن خطر الهجمات الجديدة لا يزال قائمًا.
ووفقاً للصحيفة، فإن حدة التحذيرات المصرية بسوء عواقب انهيار الاتفاق "أدهشت" عددًا من المسؤولين الأمريكيين، مما يعكس حجم المخاطر الكامنة في أي تهاون أو تأخر في تنفيذ الالتزامات، واستمرار الوضع الهش الذي لا يقود إلى الاستقرار الدائم المنشود.
المحرر: عمار الكاتب