كشفت دراسات طبية حديثة أن الأجهزة الكمبيوترية ذات الشاشات أصبحت اليوم العنصر الثاني الأكثر قرباً من أجسامنا بعد الملابس، مما أدى إلى ارتفاع نسبة المصابين بصداع الكمبيوتر بين مختلف الفئات العمرية، خاصة بعد جائحة كورونا.
وأوضح أطباء كليفلاند كلينك أن متلازمة رؤية الكمبيوتر شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت نسبة البالغين المصابين بها من 50% قبل الجائحة إلى 78% بعدها، كما أصيب ما بين 50% و60% من الأطفال بهذه المتلازمة خلال الفترة نفسها.
وحدد الخبراء أربعة أسباب رئيسية لصداع شاشات الكمبيوتر، أولها إجهاد العين الناتج عن الصراع بين المكان الذي ترغب العين في التركيز عليه (نقطة راحة التكيف) والمكان الذي يجب أن تركز عليه (الشاشة).
ولمواجهة هذا النوع من الإجهاد، أوصى الأطباء باتباع قاعدة “20-20-20” التي أقرتها الجمعية الأمريكية لعلم البصريات، والتي تنص على أنه كل 20 دقيقة يجب أخذ استراحة لمدة 20 ثانية للنظر إلى شيء يبعد نحو 20 قدماً (6 أمتار)، مع أخذ راحة تامة لمدة 15 دقيقة بعد كل ساعتين من الاستخدام المتواصل.
وأشارت الدراسة إلى أن السبب الثاني يتمثل في الإضاءة الزائدة، سواء من النوافذ المشمسة أو مصابيح الفلورسنت أو وهج أجهزة الكمبيوتر نفسها. ولتقليل هذه المشكلة، ينصح الخبراء بضبط سطوع الشاشة ليكون مساوياً تقريباً لمستوى سطوع الغرفة المحيطة، وضبط التباين ليكون بين 60% و70%.
أما السبب الثالث فيتعلق بوضعية الجسم السيئة، التي قد تؤدي إلى ما يسمى بالصداع العنقي، إضافة إلى جفاف العينين. ولتحسين وضعية الجسم، ينصح بوضع مركز الشاشة على بعد نحو 10 سنتيمترات أسفل مستوى العين، وعلى مسافة 50 إلى 70 سنتيمتراً من العين، مع استخدام كرسي مكتب مريح.
وتناولت الدراسة السبب الرابع المرتبط بخصائص الكمبيوتر نفسه، حيث أشارت إلى أن مستويات الإشعاع الصادرة عن أجهزة الكمبيوتر الحديثة لا تختلف كثيراً عن مستويات الإشعاع الصادرة من شاشات التلفزيون المسطحة.
وأكد الخبراء أن أفضل طريقة للوقاية من صداع الكمبيوتر هي تقليل وقت استخدام الشاشة لأقل من أربع ساعات يومياً، وزيادة ترطيب العين باستخدام قطرات العين، والحرص على زيادة عدد مرات رمش العين أثناء استخدام الشاشة.
المحرر: علي نعيم