الثلاثاء 24 جمادى الآخرة 1447هـ 16 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
خبراء القلب: حبة مركّبة قد تغيّر قواعد علاج ارتفاع الضغط
بغداد - كلمة الإخبازي
2025 / 12 / 16
0

أعلنت جمعية القلب الأميركية أن استخدام حبّة دوائية مركّبة تحتوي على نوعين أو أكثر من أدوية خفض ضغط الدم يُسهم في تمكين المرضى من الوصول إلى المستويات المستهدفة لضغط الدم بسرعة أكبر، مقارنة بتناول الأدوية بشكل منفصل.

وذكرت الجمعية، في بيان علمي نُشر الاثنين في دورية Hypertension، أن هذه النتائج تدعم التوجه نحو اعتماد الحبوب المركّبة كخيار علاجي أولي لعدد كبير من المصابين بارتفاع ضغط الدم، ولا سيما في المراحل المبكرة والمتوسطة من المرض.

ويُعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً، إذ يحدث عندما يتجاوز ضغط الدم 130/80 ملم زئبق، ويُصنَّف كأحد أخطر عوامل الإصابة القابلة للتعديل بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وفشل القلب، وأمراض الكلى، والتدهور المعرفي. وغالباً ما يصعب التحكم به بسبب ضعف الالتزام بالعلاج الدوائي وأنماط الحياة غير الصحية.

وبحسب التحديث الإحصائي للجمعية لعام 2025، يعاني نحو نصف البالغين في الولايات المتحدة، أي ما يقارب 122 مليون شخص، من ارتفاع ضغط الدم. وتشدد الإرشادات الحديثة على الجمع بين نمط الحياة الصحي والعلاج الدوائي المبكر عند الحاجة، فيما يُنصح مرضى المرحلة الثانية من ارتفاع الضغط (140/90 ملم زئبق أو أكثر) بالبدء بعلاج دوائي مزدوج، ويفضّل أن يكون ضمن حبّة واحدة مركّبة.

وأوضح البيان أن الحبوب المركّبة تختلف عن ما يُعرف بـ الحبة المتعددة (Polypill)، إذ تقتصر الأولى على دمج أدوية خفض الضغط فقط، بينما تجمع الثانية بين أدوية الضغط وأدوية خفض الكولسترول أو الأسبرين للحد من المخاطر القلبية لدى فئات محددة.

وبيّن الباحثون أن دراسات رصدية امتدت من عام إلى خمسة أعوام أظهرت أن استخدام الحبوب المركّبة ارتبط بانخفاض خطر الأحداث القلبية الوعائية الكبرى بنسبة تتراوح بين 15 و30 في المئة، بما يشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والدخول إلى المستشفيات بسبب فشل القلب، فضلاً عن تقليل الوفيات وتحسين جودة الحياة وخفض التكاليف الصحية على المدى الطويل.

وأشار الخبراء إلى أن معظم مرضى ارتفاع ضغط الدم يحتاجون في الواقع إلى دواءين أو أكثر للسيطرة على المرض، إلا أن تعدد الحبوب اليومية قد يربك المرضى ويؤثر سلباً في التزامهم بالعلاج، ما يجعل الحبوب المركّبة خياراً عملياً وفعّالاً لتحقيق السيطرة الدوائية بشكل أسرع.

في المقابل، لفتت الجمعية إلى وجود تحديات تعيق انتشار هذا النوع من العلاج، من بينها ضعف وعي بعض الأطباء بتوافر هذه الأدوية، ومحدودية المرونة في تعديل الجرعات، إضافة إلى كلفتها والتغطية التأمينية. كما شددت على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتقييم فعاليتها وسلامتها لدى الفئات الأعلى خطورة، مثل مرضى السكري والفشل الكلوي وقصور القلب وكبار السن. 

المحرر: حسين هادي



التعليقات