السبت 3 ربيع الآخر 1447هـ 27 سبتمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
الجوز.. "استثمار" بسيط وطويل الأمد لمكافحة أمراض الشيخوخة
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 09 / 27
0

يشكل التقدم في العمر بوابة عبور نحو عدد من الأمراض المزمنة، بدءاً من السمنة والسكري من النوع الثاني وصولاً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات التنكسية العصبية. 

تُعد التغيرات التي تطرأ على الأنسجة الدهنية مع التقدم في العمر أحد الأسباب الجوهرية وراء زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة، حيث تتحول هذه الأنسجة من مستودع طبيعي للطاقة إلى مصدر للخلل الأيضي والالتهاب. 

في هذا الإطار، تطرح دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nutrients حلاً بسيطاً يتمثل في تناول الجوز يومياً.

ويعد الجوز كنزاً من المركبات النشطة بيولوجياً، التي تشمل أحماض أوميغا-3 الدهنية المتعددة غير المشبعة، ومركبات الإيلاجيتانين التي تتحول إلى مواد مضادة للأكسدة، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن والبروتينات عالية الجودة. وتعمل هذه المكونات بتناغم على تنظيم الإجهاد التأكسدي عبر تحييد الجذور الحرة، وتعديل المسارات الالتهابية، وقد تؤثر على عمليات الشيخوخة نفسها. وتكمن الآلية في أن مركبات اليوروليثينات الناتجة عن تحول الإيلاجيتانينات تنشط مسار Nrf2/ARE، وهو حجر الزاوية في الدفاعات المضادة للأكسدة في الخلية.

في الدراسة التي شملت 22 مشاركاً بمتوسط عمر 49 عاماً، ركز الباحثون على قياس تأثير الاستهلاك القصير المدى للجوز على علامات الالتهاب والإجهاد التأكسدي. ورغم أن النتائج المباشرة لم تسجل فروقاً ذات دلالة إحصائية في مستويات السيتوكينات الالتهابية أو النشاط المضاد للأكسدة، إلا أن الباحثين يرجحون أن قصر مدة التجربة (ثلاثة أسابيع) هو العامل الحاسم في عدم ظهور تغيرات ملحوظة. وخلص الباحثون إلى أن الجوز يظل سلاحاً واعداً في مواجهة أمراض التقدم بالعمر، حيث تمتلك مكوناته قدرة متميزة على محاربة الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وهما الآليتان الرئيسيتان وراء شيخوخة الخلايا. 

وتشير الدراسات إلى أن فوائد الجوز تظهر على المدى الطويل أكثر منها فورياً، وأن الانتظام في تناوله ضمن نظام غذائي متوازن يمكن أن يساهم في تقليل خطر الأمراض المرتبطة بالعمر مثل الخرف والسكري وأمراض القلب، ما يجعله استثماراً طويل الأمد لصحة أفضل مع تقدم السن.

المحرر: عمار الكاتب




التعليقات