ابتكر باحث عراقي نظاماً متكاملاً يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشخيص وعلاج اضطراب طيف التوحد عن بُعد، في تطور يمكن أن يخفض تكاليف العلاج بشكل كبير ويوسع نطاق الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة لملايين الأسر حول العالم.
وطور الدكتور علي نزار مجيد العامري، رئيس المبرمجين في تربية كربلاء المقدسة، نظام تحسين إدارة عمليات علاج التوحد (SIATM) الذي يتيح للأسر تنفيذ العلاج في المنزل تحت إشراف طبي عن بُعد، معتمداً على نموذج دنفر المعترف به عالمياً.
وقال العامري، الحاصل على شهادة الدكتوراه من معهد التقني الرقمي التابع لجامعة بيلغورود الحكومية في روسيا، في اتصال هاتفي مع كلمة الإخباري، إن "النظام يجمع بين تقنيات التطبيب عن بُعد والذكاء الاصطناعي لتقديم حلول متكاملة تشمل التشخيص المبكر والاستشارات والتخطيط العلاجي وتدريب الوالدين".
ويتيح النظام للوالدين إجراء تقييم أولي في المنزل باستخدام أدوات تشخيص مبسطة، مع إمكانية التواصل المباشر مع الأطباء عبر جلسات فيديو أو إرسال مقاطع مصورة للتقييم، فيما يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات واقتراح خطط علاجية مخصصة لكل طفل.
وأصبح النظام، الذي كان في الأصل جزءاً من أطروحة دكتوراه، متاحاً على الإنترنت بثلاث لغات: العربية والروسية والإنجليزية، عبر موقع "esdmjourney.net"، وحظي باهتمام إعلامي واسع في روسيا، حيث تناولته وكالة تاس الروسية والعديد من المنصات الإعلامية.
ويتميز النظام عن الطرق التقليدية بقدرته على تحفيز الوالدين على المواظبة في تنفيذ العلاج، نظراً لكون العملية تتم في بيئة مألوفة، مما يخفض التكلفة الإجمالية ويوفر الوقت والجهد المبذولين، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى مراكز متخصصة.
ويعمل فريق المشروع حالياً على استقطاب كادر متخصص لإدارة عمليات العلاج وتوسيع نطاق الخدمة، فيما يتطلع العامري إلى إكمال مسيرته الأكاديمية للحصول على درجة ما بعد الدكتوراه من روسيا الاتحادية.
المحرر: حسين صباح